مع الشروق.. تونس الشهيدة... متى ينتهي العبث؟

مع الشروق.. تونس الشهيدة... متى ينتهي العبث؟

تاريخ النشر : 09:00 - 2020/07/16

تعيش تونس منذ أيام أزمة سياسية عميقة بسبب شبهة تضارب المصالح المتعلقة برئيس الحكومة إلياس الفخفاخ والخلافات بين الأطراف الثلاثة في الحكم باردو والقصبة وقرطاج وجاءت هذه الأزمة بعد أزمة أكبر ترتبت عن جائحة كورونا التي تسببت في أزمة اقتصادية غير مسبوقة مازالت البلاد تعاني تداعياتها.
وفي الحقيقة الأزمة التي تعيشها البلاد ليست جديدة. فتونس تعاني منذ عام تقريبا شللا غير مسبوق انطلق بالأزمة الصحية للرئيس الراحل الباجي قايد السبسي في مثل هذا الوقت من العام الماضي وتواصل طيلة شهر جويلية الذي شهد وفاة الرئيس الباجي قايد السبسي في ذكرى عيد الجمهورية وتنظيم انتخابات رئاسية وتشريعية وفي الوقت الذي اعتقد فيه التونسيون أن هذه الانتخابات ستنهي أزمتهم والازمات المتفاقمة للبلاد حصل العكس تماما إذ تعيش تونس منذ تنصيب مجلس نواب الشعب في شهر نوفمبر الماضي والرئيس قيس سعيد أزمة تلد أخرى إذ سقطت حكومة الحبيب الجملي بعد شهرين من تكليفه ثم حازت حكومة الفخفاخ على التزكية لكنها فوجئت بأزمة كورونا وعندما اعتقدنا أن أزمة كورونا انتهت وحان وقت استئناف العمل ظهرت فضيحة «الفخفاخ قايت» التي انتهت باستقالته!
وفي الحقيقة هذا الوضع العبثي الذي تعيشه البلاد ليس مرتبطا لا بحكومة الفخفاخ ولا بالجملي ولا بمن سبقهم ولن يستطيع أي رئيس حكومة جديد تجاوز هذه الأزمة التي تعيشها البلاد منذ عشر سنوات طالما استمرت هذه المنظومة التي تطالب معظم القوى السياسية بتغييرها لأنها غير ناجعة إذ أن النظام السياسي هو علة تونس الأساسية.
فمعضلة تونس اليوم كبلد مازال يتلمس طريقه في التجربة الديمقراطية هو النظام السياسي وما لم تتوفر الجرأة للكتل البرلمانية للمطالبة بتغيير النظام السياسي والنظام الانتخابي فلن تخرج البلاد من النفق مهما غيرت من حكومات ومهما كان اسم رئيس الحكومة من "الثورة" أو من "الأزلام"ًفالنظام السياسي والقانون الانتخابي هما معضلة تونس الكبرى!
والسؤال اليوم الذي يؤرق التونسيين متى تنتهي معضلة تونس الشهيدة كما سماها عبد العزيز الثعالبي.
نورالدين بالطيب

تعليقات الفيسبوك