مع الشروق.. القـنـبلة... المـوقـوتـة...

مع الشروق.. القـنـبلة... المـوقـوتـة...

تاريخ النشر : 08:00 - 2020/09/19

رئيس الدولة زار بعض المدارس ووقف على الحقيقة، مثله فعل رئيس الحكومة ووقف هو الآخر على الحقيقة...
لكن الحقيقة التي وقف عليها كل من رئيس الدولة ثم رئيس الحكومة القاصي والداني في تونس يعرفها وتلك الوضعية المزرية للمدارس في الارياف والفيافي وفي المناطق الداخلية لا تختلف عن وضعية المدارس في المدن وفي العاصمة فالحال واحد في تونس منذ سنوات...
وضعية المدارس التي ينعدم فيها الماء ولاتتوفر فيها الوحدات الصحية واسقف قاعاتها مهددة بالسقوط لا يجب ان تنسينا حقيقة اخرى، حقيقة ان تونس في المرتبة الاولى عالميا في الانقطاع المدرسي ففي تونس مائة الف طفل يغادر سنويا مقاعد الدراسة وفي تونس ترسانة رهيبة من قوانين العقوبات التي تدفع بالاف التلاميذ الى الانقطاع سنويا ولا احد يفكر فيهم ولا احد يتحمل المسؤولية ورغم ذلك نستغرب يوميا من ارتفاع حجم الجريمة وازدياد عدد البراكاجات في الشوارع...
في تونس يفشل الاف التلاميذ في دراستهم سنويا بسبب سوء التغذية وهو امر اثبتته الدراسات الميدانية التي اجريت وفي تونس المدارس صارت متخصصة في تخريج القنابل الموقوتة من التلاميذ الذين يطردون في كل يوم وكل شهر وكل سنة من المدارس...
في افتتاح كل سنة دراسية يزورون المدارس ويغضبون بسبب الوضعية المزرية التي هي عليها لكن لا احد منهم قدم برنامج كاملا وواقعيا للاصلاح فقط اكتفوا بالتصوير والغضب والتعليق والاستغراب من واقع يعرفه الجميع في تونس...
اليوم نحتاج فعلا الى اصلاح التعليم ومعه يقع اصلاح المدارس والمعاهد التي لم تعد صالحة للدراسة واستقبال التلاميذ والاطفال...
نحن سبقنا دولا كثيرة في مجال التعليم لكن اليوم علينا ان نعترف اننا تأخرنا وان برامج تعليمنا اصبحت متخلفة وبعيدة عن روح العصر...
إصلاح التعليم لا يحتاج الى زيارة المدارس التي عانت طويلا من الاهمال بل يحتاج الى ارادة والى مبادرات والى شجاعة وايضا الى اعتراف باننا نسير الى الوراء وبان بلدانا كثيرة في العالم تفوقنا اليوم تقدما وعلما...
اليوم لابد ان نفكر في الاف الاطفال الذين يغادرون المدارس سنويا ويلتحقون بالشوارع وبعصابات الاجرام وبقوارب الهجرة السرية، توفير الماء والوحدات الصحية لايكفي فالاصلاح يجب ان يكون شاملا...
سفيان الاسود
 

تعليقات الفيسبوك