مع الشروق:..إنهم يخونون الوطن! »

مع الشروق:..إنهم يخونون الوطن! »

تاريخ النشر : 08:00 - 2020/11/23

أخبار صادمة حبست الأنفاس خلال الأسبوع الفارط وساهمت في مزيد هز الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة..عسكريون يتخابرون مع الإرهابيين والمهربين ويسندونهم.. مسؤولون في الدولة خانوا الوطن وساهموا في تفشي ظاهرة المخدرات..تهم متبادلة بين رئيس محكمة التعقيب ووكيل الجمهورية السابق في قضايا حارقة تهم مصلحة الوطن وديمومة الدولة ..محتجون يمنعون... وآخرون يهددون بقص "فانة" وقطع الماء الصالح للشراب .. 
ففي جلسة الاستماع بالبرلمان، كشف وزير الدفاع إبراهيم البرتاجي عن إيقاف عناصر من الجيش قاموا بالتخابر مع جهات أخرى بخصوص الإرهاب ..كما كشف الوزير عن عناصر أخرى من الجيش تمد المهربين بمعلومات حول مكان تمركز التشكيلات العسكرية للإفلات من المراقبة..
وزير الداخلية توفيق شرف الدين تحدث عن مسؤولية " مسؤولين" في دخول المخدرات للبلاد واعتبرهم خونة للوطن مبرزا ان " الداخلية تعرف المتورطين الذين يعتقدون انهم نافذون وسنأتي لهم ونطبق عليهم القانون دون استثناء " كما قال ..     
   الخلافات بين رئيس محكمة التعقيب ووكيل الجمهورية السابق رفع الرداء عن المستور ليتهم قاض زميله بالتحالف مع الإرهاب ، وقاض يتهم زميله بالإرتشاء وامتلاك عقارات بالمليارات ، وبين هذه الاتهامات تهتز ثقة المواطن في المرفق القضائي..
من الأخبار الأخرى ، عدد من المعطلين عن العمل بولاية قابس أغلقوا المنطقة الصناعية مطالبين بالتشغيل وللضغط على " بقايا " الدولة منعوا نقل قوارير الغاز المنزلي ، والنتيجة أزمة غاز في عديد المدن بالجنوب تعاني منها العائلات التي يتهددها قطع الماء الصالح للشراب من مجموعة من المعطلين عن العمل بسبيطلة يطالبون بالتشغيل ويتوعدون بغلق "فانة" الماء في عهد "الفانات" ..
هذه بعض الأخبار الصادمة التي طفحت على السطح خلال الأسبوع الفارط فقط والتي جزء منها يستوجب واجب التحفظ ..هذه الأخبار التي أصابت التونسيين بالبهتة ، أرادت أن تقول أن الدولة غائبة وأركانها مهزوزة ومؤسساتها " مضروبة " ..هي ببساطة أخبار أرادت أن تعلن عن بداية نهاية الدولة إن لم تتحرك الحكومة وتقطع مع سياسة الإفلات من العقاب..
حكومة المشيشي تجد نفسها اليوم أمام وضعيات ليست كل الوضعيات ، " الحاكم " بمعناه الشعبي من قضاة وأمنيين وجيش ، تتقاذفه المشاكل والمشاغل.. حراك اجتماعي هنا وهناك بسبب اتفاقية "الكامور" وتبعاتها.. و"التنسيقيات" التي تتشكل بنعرة جهوية غذاها المشيشي من حيث لا يدري ..  حكومة المشيشي التي بدت بلا حزام يحميها ويناصرها، غير قادرة اليوم لوحدها على مواجهة جملة هذه المشاغل والمشاكل والتجاوزات والتسريبات المدمرة لكيان الدولة ومؤسساتها ، والمطلوب ، وقبل أن تنفلت الأمور أكثر ، توحيد الجهود من خلال حوار وطني يقطع مع الحلول الترقيعية التلفيقية بأخطائها الإتصالية ويتجاوز منوالنا التنموي القاصر على إعادة الثقة في دولة منتهكة تتحرك بأحزاب ومؤسسات ممزقة مفتتة متصارعة ومتناحرة.. 
راشد شعور 

تعليقات الفيسبوك