مسيرة حاشدة مساء اليوم في شارع بورقيبة : الشارع التونسي يتكلم "فلسطين"

مسيرة حاشدة مساء اليوم في شارع بورقيبة : الشارع التونسي يتكلم "فلسطين"

تاريخ النشر : 12:43 - 2024/03/30

يفترض أن تعود تونس بالمسيرات الحاشدة المبرمجة لمساء اليوم السبت إلى الريادة في إسناد الحق الفلسطيني التي جسمها الرئيس قيس سعيد بالتدوينة الشهيرة التي نشرها موقع رئاسة الجمهورية ساعات بعد اندلاع طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي. 
 بل إنه من خلال هذه المسيرات الحاشدة في شارع الحبيب بورقيبة تعبر تونس عن التزامها الثابت تجاه الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني الشقيق في ذكرى «يوم الأرض» التي تتزامن مع منعرج غير مسبوق في مسار النضال الوطني الفلسطيني حيث نؤكد كلّ المؤشرات أن عجلة التاريخ قد توقفت تماما ولن تعود إلى الدوران قبل حسم المعركة الدائرة بين الشعب الفلسطيني والكيان الصهيوني. 
 والواضح أن الصمود الأسطوري الفلسطيني الذي أصبح عنوان لكرامة وحرية الإنسان قد حطم آلة التضليل الإعلامي الصهيوني بقدر ما ضرب حصارا سياسيا واقتصاديا غير مسبوق في التاريخ على الكيان الغاصب للأرض الذي يواجه منذ 7 أكتوبر الفارط حصارا بحريا وبريا وجويا شاملا فيما أصبح جنوده يخشون الدخول إلى قطاع غزة بعد أن تقصف دباباته تحصاد مثل لعب الأطفال وضاقت المقابر والمستشفيات الإسرائيلية بالجثث والجرحى حيث فقد الكيان الصهيوني في ظرف خمسة أشهر أكثر من 16 ألف جندي فيما يعاني اقتصاده من إنكماش متصاعد تجاوز 20 بالمائة وهاجر نحو 700 ألف إسرائيلي إلى وجهات أخرى خوفا مما بعد طوفان الأقصى. 
 و الواضح أيضا أن هذا الصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني وإنجازات محور المقاومة قد أدى تدريجيا إلى تضييق الحزام الداعم للكيان الصهيوني فقد كان أمين عام الأمم المتحدة «غوتيريش» أول من يرفع يده عن إسرائيل فيما تتصاعد ضغوطات المنظمات الإنسانية الأممية ومحكمتي  العدل والجنايات الدوليتين على الكيان الصهيوني وذلك لأول مرة في التاريخ كما بدأت تحتدم صراعات داخلية في العواصم التي كانت تدعم إسرائيل بلا حدود فقد  امتنعت الولايات المتحدة عن استخدام الفيتو  ضد قرار وقف إطلاق النار في غزة الذي اقترحته الجزائر فيما هرول الرئيس الفرنسي إلى البرازيل في مسعى للتطبيع مع محور الشرق الداعم للحقوق الفلسطينية وبدأت إسبانيا تدفع نحو سياسة أوروبية جديدة باعتزامها الإعتراف بالدولة الفلسطينية. 
 وفي المقابل بدأت تخسف أنظمة التطبيع العربية بعد أن استنزفها التجديف   ضد التيار واعتصم الشعب الأردني أمام السفارة الإسرائيلية مطالبا بإغلاقها واهترأت مصر سياسيا وأخلاقيا وماليا مشكلة بذلك نموذجا حيا على العجز والدمار الذين يصنعهما التطبيع كبديل عن أسطورة التضليل الصهيوني التي تربط التطبيع بالاستقرار والإزدهار. 
وبالنتيجة وصلنا إلى المرحلة التي تغيرت فيها المعادلة من صراع بين الإنسانية ومحور الشّر التحالف الصهيوأمريكي بريطاني إلى معركة حاسمة بين البشرية والكيان الصهيوني وكأن البشرية بصدد التكفير عن ذنوبها التي ارتكبتها عندما تعاضت عن التهجير الوحشي والقسري للفلسطينيين عام 1948.
والواضح أن الشعب الفلسطني الذي واجه على امتداد نصف عام ما لم يواجهه أي شعب قبله في التاريخ الحديث إنما يستمد ثباته وصبره من إيمان راسخ بأن الطريق صارت سالكة لإستعادة أرضه المغتصبة وإقامة دولته المحتلة وعاصمتها القدس الشريف.
 وبالمحصلة تهيأت كل الظروف لإنعتاق الشعب الفلسطيني الشقيق ففي كل الأحوال لن يتحمل الكيان الصهيوني أكثر مما تحمله إلى حدّ الآن وهو الذي تطاله تواريخ المقاومة من كل الجهات ولم يعد بإمكان أي حكومة في العالم أن تتقاسم معه ذنوبه وجرائمه. 
 ولاشك أن المسيرة الشعبية التي ستنتظم ماء اليوم السبت في شارع الحبيب بورقيبة  بقدر ما تضخ زخات أكسجين في شرايين الشعب الفلسطيني الشقيق المحتاج لكل أشكال الدعم في هذه المرحلة الحاسمة من النضال الوطني الفلسطيني بقدر ما ترسح قدم تونس باعتبارها المؤتمنة أكثر من غيرها على الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني وهو ما يمنحها موقعا فاعلا ضمن محور المقاومة باعتبارها دولة حرة ترفض الهيمنة والاستعباد وتولي أهمية بالغة لو شائج الأخوة العربية.
 وبقطع النظر عمن يدفعون في الداخل والخارج إلى التقليص من تأثير الدعم التونسي للحق الفلسطيني فإن علاقة الدم والتاريخ التي تربط التونسيين بالقدس ودستور تونس الذي رفع سقف الحق الفلسطيني إلى أعلى المستويات من خلال سياسة عدم الاعتراف بالكيان الصهيوني يمثلان البوصلة التي تتحدد على ضوئها السياسة التونسية.
 

تعليقات الفيسبوك

في نفس السياق

حالة من التخبط والتوتر والانقسام تهزّ أركان مجلس الحرب الصهيوني على خلفية إدارة العدوان الهمجي في
07:00 - 2024/05/17
لليوم الـ 223 على التوالي  ، تواصل فصائل المقاومة الفلسطينية ، تصدّيها لجيش العدو الصهيوني وآليات
07:00 - 2024/05/17
تواصل مختلف الصحف العربية والدولية تسليط الضوء على مجريات العدوان الصهيوني على قطاع غزة .
07:00 - 2024/05/17
جامعات أمريكية وأوروبية وآسيوية  تنتفض على الصهيونية  المجرمة،  في المقابل  يرتمي بعض الجامعيين ا
07:00 - 2024/05/17
الأربع سنوات التي قضّاها السيد الحبيب بن يحيى، في سفارة تونس بباريس، جاءت مباشرة بعد الأربع سنوات
07:00 - 2024/05/17
مقارنة بالثلاثي الأول من سنة 2023، حققت تونس خلال الثلاثي الأول من العام الجاري نموا اقتصاديا بنس
07:00 - 2024/05/17
 مضى زمن بعيد لم تبلغ فيه «النعرة الوطنية» هذا المبلغ من القوة الذي عبّر عنه الرئيس قيس سعيّد وهو
07:00 - 2024/05/17
نظرت لجنة النظام الداخلي في مجلس نواب الشعب مؤخرا في مبادرتين تشريعيتين بخصوص تعديل بعض فصول النظ
07:00 - 2024/05/17