بيان شرعيّ من أساتذة جامعة الزيتونة في كيفيّة التعامل مع من يموت بوباء "كورونا"

بيان شرعيّ من أساتذة جامعة الزيتونة في كيفيّة التعامل مع من يموت بوباء "كورونا"

تاريخ النشر : 18:14 - 2020/04/01

أصدر عدد من أساتذة جامعة الزيتونة بيانا شرعيّا في كيفيّة التعامل مع من يموت بوباء كورونا كتجهيزه وكيفيّة الصّلاة عليه ودفنه.

وجاء في البيان التالي:

قد عمّ هذا الوباء أكثر البلدان، وظهر خطره وفتكه بالأرواح للقاصي والداني، ولا مجال للاستخفاف والتهوين من ضرره؛ فقد أطبق الأطباء والمتخصّصون على التحذير منه ومن عدواه.
ولمّا كان من كليات الشريعة ومقاصدها الكبرى حفظ الأنفس والمُهج التي بها قوام الأديان، كان لزاماً على أهل العلم بيان الأحكام الشرعيّة المتعلّقة بذلك، وهي أحكام تراعي ما يحفّ بهذا الوباء من استثناءات تميل به إلى الترخّص ومراعاة الواقع المستجدّ.
فأمّا بالنّسبة إلى تغسيل الميّت بسبب وباء كورونا، فإنّه يُراعى فيه التدرّج التّالي:
ـ يُغسّل إذا أُمن الضّرر على الأحياء، وذلك برشّه بالماء وتعميمه به من بعيد.
ـ إذا عُجز عن تغسيله خوفا من الضّرر، يُمِّمَ.
ويُراعى في كلّ ذلك أنّ التّغسيل أو التّيميم يتولّاه من يقدر عليه من الأطقم الطبيّة الذين يتقنون طُرق التوقي من العدوى، ولهم الوسائل التي يحفظون بها أنفسهم. أمّا أهل الميت فلا يجوز لهم الإقدام على ذلك لأنّه يؤدّي إلى الإضرار بهم، وفيه إلقاء باليد إلى التهلكة.
ـ إذا عُجز عن التغسيل والتيميم سقط كلّ ذلك، ودفن الميت على حاله، ولا حرج في ذلك، لأنّ التّغسيل حقّ للميّت على جماعة المسلمين، وحفظ النفّس حقّ للجماعة، فيقدّم حفظ الأنفس على حقّ التّغسيل.
أمّا عن دفن الميّت الذي تُوفِّيَ بوباء كورونا، فإنّه يُدْرَجُ في أكياس معدّة لذلك جرى استعمالها في المستشفيات، وفائدتها أنها تمنع العدوى بسبب خروج إفرازات من الميّت تكون مُحمّلة بالفيروسات.
ولا حرج في دفن الميت وهو في صندوق خشبيّ أو معدنيّ أو غير ذلك، لأنّ في إخراجه مظنّة الضّرر والعدوى.
ويجدر التّنبيه إلى أنّ الدّفن يكون في مقابر المسلمين، ولا يسوغ لأحد الاعتراض على ذلك، خاصّة وأنّ الإشراف على الدّفن تتولّاه الجهات المختصّة.
وأمّا عن الصّلاة على الميّت، فإنّه يُصلّى عليه في المستشفى، أو في المقبرة قبل الدفن. فإن لم يُصلّ عليه لسبب من الأسباب صُلِّيَ عليه بعد ذلك وهو في قبره.
قال الله تعالى: "فاتّقوا الله ما استطعتم (التغابن 16)".
وقال سبحانه: "لا يُكلّف الله نفسا إلّا وسعها (البقرة 286)"
وقال عزّ من قائل: "ولا تقتلوا أنفسكم إنّ الله كان بكم رحيما (النساء 29)"
ونذكّر كلّ من مات له قريب بهذا الوباء بأنّ الصبر على قضاء الله هو سمة المتّقين. ثمّ إنّ الذي مات بهذا الوباء يُرجى له أجر الشّهداء كما في قول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: الشّهداء خمسة، وذكر منهم المطعون، وهو الذي مات بسبب الطّاعون.
نسأل الله أن يحفظ المسلمين في كلّ مكان، وأن يُعجّل برفع البلاء، والحمد لله أوّلاً وآخرا.
تونس في: 8 شعبان 1441هـ، 1 أفريل 2020م.

مجموعة من أساتذة جامعة الزّيتونة

الدكتور هشام قريسة.
الدكتور نور الدّين الخادمي.
الدكتور سامي الفريضي.
الدكتور إلياس دردور.
الدكتور معز المجولي.
الدكتور محمد الشتيوي.
الدكتور منير بن جمور.
الدكتور حاتم بوسمّة.
الدكتور عمر بن عمر.
الدّكتور إبراهيم الشّايبي.
الدّكتور محمّد الرّايس.
 

تعليقات الفيسبوك

في نفس السياق

قرّر بحارة جرجيس العودة الى نشاط صيد القمبري الذي انطلق منذ 20 أفريل المنقضي ويتواصل حتى نهاية شه
14:32 - 2024/05/02
نفذ صباح اليوم فرع تونس للمحامين إضرابا حضوريا عن العمل بقصر العدالة بتونس العاصمة و بكافة محاكم
12:54 - 2024/05/02
أعلن امس الأربعاء وزير الشؤون الاجتماعية مالك الزاهي أنّ  الصندوق الوطني للتقاعد والحيطة الاجتماع
11:42 - 2024/05/02
توفي، صباح امس الأربعاء، معتمد القصرين الشمالية عصام خذر، بمستشفى الأمن الداخلي بتونس، متأثرا بإص
07:00 - 2024/05/02
أشرف رئيس الحكومة السيّد أحمد  الحشاني ، بقصر الحكومة بالقصبة، على اجتماع اللجنة العليا للانتاج ا
07:00 - 2024/05/02