المفكر والكاتب يوسف الصدّيق: لا بد من التخلّي عن وزارة الشؤون الدينيّة

المفكر والكاتب يوسف الصدّيق: لا بد من التخلّي عن وزارة الشؤون الدينيّة

تاريخ النشر : 20:06 - 2019/02/20

اثارت ازمة محتشد الرقاب (ولاية سيدي بوزيد) السؤال مجددا حول المسالة الدينية في تونس ففي الوقت الذي تُظهر فيه حركة النهضة الاسلامية وجهها المدني واسلامها الديمقراطي، وهي اللاعب الاسلامي الابرز في الساحة السياسية، يتعزز المناخ العام بأجواء تؤكّد ان الاسلام التونسي المعتدل في خطر.

فبعد الخطاب الديني المتشدد وانتشار منابر التكفيريين، واخرها حرب الايمة خلال الصائفة الماضية ضد تقرير لجنة الحريات الفردية والمساواة وبلغ الامر حد تكفير رئيسة اللجنة بشرى بالحاج حميدة، ها نحن نقف على حقيقة وجود معسكرات تدريب للاطفال على التشدد الديني والتكفير.

يحدث هذا في سنة انتخابية تُعاد فيها ذات المعارك القديمة او هكذا يريد المتنافسون السياسيون. فبين "الاسلام مهدد" و"اسلمة تونس" التي يخوض بها الساسة صراعاتهم الانتخابية منذ 2011 نبتت روح الاسلام المتشدد ليطلّ تنظيم أنصار الشريعة برأسه مجددا من الرقاب بعد خمس سنوات من تصنيفه كتنظيم ارهابي، منذ 27 اوت 2013، وليتوفّر في المناخ العام مؤشرات كثيرة تؤكد ان الاسلام التونسي مهدّد في سلميّته واعتداله. المفكر والكاتب يوسف الصدّيق تحدّث الينا حول محتشد الرقاب وحول الممكن لحماية الاسلام التونسي المعتدل:

كيف يمكن ان نقرأ ما حصل في محتشد او ما سُمِّي بـ"مدرسة قرآنية" في مدينة الرقاب حيث تقول الصور إنّ الأطفال يتلقون تدريبات قاسية وتقول شهادات لمسؤولين حول هذا الملف إن الأطفال تلقوا دروسا في التكفير والتشدد الديني؟


بكل صدق وكل صراحة أنا تألمت جدّا لما حصل فقد ربّيت أربعة أولاد درسوا كل المواد ودرسوا القرآن وقصص القرآن وأحيانا يعلمون أشياء مهمة في القرآن كالاخلاق وغيرها وهذا تعلموه في المدرسة الوطنية وليس في محتشد فما حصل "مرّضني" شخصيا.


وبخلاف من كانوا في هذا المحتشد هناك مناخ عام حمحيّر فكيف لوزير الشؤون الدينية ان يصدع رؤوسنا بقوله "هناك 90 الف طفل حفظوا القرآن" فما نعلمه هو ان الهدف من قراءة القرآن هو تعلّم الخط ما دمت تتعلم في كلام الله والهدف الثاني هو تعلم النطق السليم ما دمت تردد كلام الله لكن ما نعلمه للأطفال هو كلام الله المفهوم وهناك تدرّج في السن في تعلم القرآن فكيف سيفهم الطفل حين تعلمه "فلا أقْسْمُ بِمواقِع النُّجُومِ وإنّهُ لقسمٌ لوْ تعْلمُون عظِيمٌ" او "والسّماءِ ذاتِ الرّجْعِ والأرْضِ ذاتِ الصّدْعِ".
انا مختص في القرآن عن وعي وعن فهم وما حصل مصيبة.


من سمح بمثل هذه التجاوزات حسب قراءتك؟


حصل هذا بسبب السياسات الكبرى فمن جاؤوا من المهجر بعد تحريرهم من المنافي بعد الثورة سمح احدهم بان يأتينا في ثوب النبي محمد وتشبّه بمحمد ابن عبد الله حين استقبلوه بطلع البدر علينا في المطار كي يظهر في ثوب المنقذ.


الم يقل حمّادي الجبالي إنها لحظات ربّانية هم يتعاملون مع التونسيين كقُصّر وعاجزين رغم ان ما حصل تحت حكمهم هو اقتصاد منهار وشباب متشرّد وهروب جماعي لآلاف الكفاءات. ولنسأل ماهي معالمهم ؟ وماهي اصلاحاتهم؟ اقل ما يقال في هؤلاء إنّهم لا يخافون الله ونحن نحاسبهم فيما يرى التونسي البسيط من يأس واحباط.


أمام هذا التسييس للدين واقحام المشاعر الدينية المقدسة ضمن الصراعات الانتخابية وبالتوازي بروز مظاهر التشدّد الديني كيف يمكن ان نحافظ على اسلامنا المعتدل؟


إسلامنا هو "أشهد ان لا إلاه إلاّ الله وان محمد رسول الله" فقط ما بعد ذلك (تتبّع المذاهب) هو اختيار شخصي.

واحسن حل حسب اعتقادي او على الأقل كبداية حل هو التخلّي عن وزارة الشؤون الدينية كي يعود الإسلام الى المواطن ولا يكون في قبضة الدولة فهل يعقل ان يضرب مصلّون عن الصلاة طيلة خمسة أسابيع احتجاجا على إزاحة رضا الجوّادي. حصل هذا قبل سنوات في صفاقس فلمن يصلّي هؤلاء؟ لله ام لرضا الجوّادي؟ لابدّ من التخلّي عن وزارة الشؤون الدينية وتسليم المساجد للعناية بها كمعالم لوزارة التراث. 


المواطن وحده هو الرقيب لما يحصل في المسجد والقول بان المساجد تحت السيطرة هذا قول اسطوري فالمساجد هي تحت السيطرة بالاخلاق العامة وليس بالسلطة.


استغرب كيف ان وزارة الشؤون الدينية تعرف ان 66 بالمئة من الايمة مستوياتهم العلمية دون الباكالوريا ويتركونهم يخطبون في الناس كان لابد من الغاء خطب الجمعة (وهي لم تكن فرض) الى حين توفير ايمة لهم مستوى علمي محترم.
 

تعليقات الفيسبوك

في نفس السياق

أكدت سارة البراهمي نجلة الشهيد محمد البراهمي في حوار مع "الشروق "  أن الشعب اللبناني  ملتفّ حول  
11:52 - 2024/05/18
استقبل  ابراهيم بودربالة رئيس مجلس نواب الشعب بقصر باردو ،  Pilar MORALES رئيسة مكتب مجلس أوروبا
07:00 - 2024/05/18
بموافقة صهيونية ، بدأت الولايات المتحدة الامريكية امس الجمعة تشغيل ما قالت انه ميناء عائم في سواح
07:00 - 2024/05/18
يبدو ان كل مخططات وأحلام رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو للسيطرة أمنيا وعسكريا على قطاع غزّ
07:00 - 2024/05/18
لليوم الـ 224 على التوالي  ، تواصل فصائل المقاومة الفلسطينية، تصديها لجيش العدو الصهيوني وآلياته
07:00 - 2024/05/18
تواصل مختلف الصحف العربية والدولية تسليط الضوء على مجريات العدوان الصهيوني على قطاع غزّة.
07:00 - 2024/05/18
تفاعلا مع ما قمنا بنشره في ملفات الشروق حول تغلغل شركة تورنتين في تونس فقد ورد علينا ردّ من ممثل
07:00 - 2024/05/18