مع الشروق.. مسؤولون... بلا «باك»

مع الشروق.. مسؤولون... بلا «باك»

تاريخ النشر : 07:42 - 2020/07/13

وزراء، مستشارون، كتاب دولة، رؤساء مديرون عامون، سفراء، قناصل، ولاة، ورؤساء بلديات... وقائمة المسؤولين وصناع القرار تطول منذ بداية الاستقلال إلى اليوم.
بعضهم ، كان صاحب مشروع وفكرة ، والبعض الآخر خرج كما دخل ، والإضافة الوحيدة التي قدمها بروز بطنه وربطة عنق جديدة وهالة زائفة.
مسؤولون بعثت بهم الصدفة فقط إلى المسؤولية  ليفتح الوزير باب مكتبه بلا كفاءة ، فقط بمفتاح التزلف ..أو ليلج نائب قبة البرلمان أو رئيس بلدية مكتبه بعطايا وهدايا أغدقها على ناخب مسكين ظن أن أمله في تجاوز الفقر والبطالة صاحب الهدايا والعطايا هذا..
رئيس مدير عام أو وال وجد نفسه في مكتب وثير بـ» شفاعة « حزب أو تدخل صديق ..ذاكم هم بعض صناع قرارنا ..مسؤولون بالصدفة وبـ «التكمبين» وتعيينات   بالولاءات.
ما جرني إلى تناول هذه الزاوية من واقعنا السياسي المر ، هي « الباك « اللعينة ، التي تستعد وتستنفر لها كل عائلة ، فالـ «الباك» ببساطة الدرجة الأولى في سلم المعرفة والدراسة العليا التي تمكن صاحبها من الشهادات والشغل والكفاءة وغيرها من المواصفات المطلوبة في صناع القرار ..
حال بعض أبنائنا وهم يجتازون «الباك» وبقية الامتحانات في الجامعات والكليات التي لم تعد مصعدا اجتماعيا أثارني ، تعب ، قلق ، قلة نوم ، تفكير ، تخوف ، توجس ، بكاء ، صدمة ، أزمة نفسية ..وفي الأخير شهادتهم لم تعد تعني شيئا أمام « جاهل « تجاسر على المسؤولية ونالها بلا كفاءة ..
لست هنا لأذكر عددا من المسؤولين  بلا « باك « ، فوزراؤنا والحمد لله كلهم نالوا هذه الشهادة وأضافوا إليها بعض السنوات ، لكن عدد من نوابنا  وواضعي التشريعات في مجلسنا بلا «باك» ، وبلا كفاءة ، ومع اللغة العربية والفرنسية لهم خصومات ..ومع ذلك هم نواب .. نواب عن من ؟
في وطني لم تعد للدرجة العلمية وزن..وللكفاءة ثقل، فإذا شدك الحنين والحلم إلى كرسي فعليك بالنشاط في حزب يمتلك « باتيندة « من ورق ..او عليك بتقديم بعض الهدايا والعطايا ..فإن لم تقدر فعليك بتقديم الوعود الكاذبة ..
في وطني عدد من المسؤولين الفاقدين للحياء» ..هم لم يجلسوا ولو ليوم واحد أمام مرآة ليروا فراغ فكرهم وبلادة ذهنهم ..ظنوا وهما انهم يحملون مشروعا وبإمكانهم تغيير حال الفقراء البؤساء، فتصدروا المنابر وتشدقوا علينا بكثير من الغباء ..
رسالتي إلى هؤلاء لا تفكروا مستقبلا في العودة إلى المناصب والكراسي، فالشعب مل بعضكم مادمتم بلا فكرة ولا مشروع بل فقط بكثير من قلة الحياء..
رسالتي إلى الممتحنين في هذه الفترة ، تمسكوا بكراسكم وقلمكم ، فبعلمكم ووعيكم سنقضي على مثل هؤلاء.. 
راشد شعور 
 

تعليقات الفيسبوك