مع الشروق .. في يوم الأرض.. غزّة تُفشل مخطّطات التهجير

مع الشروق .. في يوم الأرض.. غزّة تُفشل مخطّطات التهجير

تاريخ النشر : 07:00 - 2024/03/30

منذ أن أهدى وزير الخارجية البريطاني الشهير آرثر جيمس بلفور عام 1917 أراضي فلسطين التي لا يملكها ،  الى العصابات الصهيونية التي لا تستحقها، لم يتوقف هؤلاء المتطرفون والمهللون بقرار المحتل البريطاني عن مساعيهم للسيطرة الشاملة على الأراضي الفلسطينية عبر نشر البؤر الاستيطانية واحتلال مزيد من الاراضي العربية ضاربين عرض الحائط بكل الخرائط والقوانين الدولية.
وما يحصل في غزّة اليوم من عدوان وحشي متواصل منذ قرابة نصف عام ما هي إلا محاولة صهيونية جديدة للسيطرة على أراضي غزّة وتهجير سكانها إلى أي مكان خارج القطاع سواء إلى الاراضي المصرية المجاورة ، أو حتى رميهم في البحر بعد المقترح المثير للجدل الذي قدّمه وزير الخارجية الصهيوني بإيواء سكان غزة على جزيرة صناعية في البحر المتوسط.
كل هذه المخططات الصهيونية والغطرسة المتواصلة تؤكد ان الكيان المحتل يهدف الى انتزاع الارض من اصحابها ويكشف فعلا ان الارض هي منطلق الصراع منذ قدوم هؤلاء المستوطنين ، ومعركة الأرض هذه ، تدور رحاها بين سكان أصليين متمسكين بإرثهم وحقهم الشرعي والتاريخي ،  وبين استعمار صهيوني عنصري لم يشهد له التاريخ مثيلا.
ويعتبر يوم الأرض الذي تمرّ ذكراه الثامنة والأربعين اليوم السبت مناسبة متجددة للتأكيد على ان الأرض هي محور الصراع العربي مع الكيان الصهيوني ، وهي مناسبة اكتسبت أهميتها من كونها اول ذكرى للصدام بين الجماهير الفلسطينية داخل الكيان المحتل والسلطات هناك ضدّ مصادرة الأراضي والتهجير القسري والتهويد والعنصرية ..وباتت هذه الذكرى حدثا راسخا ضمن سلسلة حلقات الدفاع عن الارض المتواصلة منذ أكثر من قرن من بداية الغزو الصهيوني الهمجي للأراضي الفلسطينية.
ورغم محاولات الدوائر الاستعمارية وبعض الانظمة المطبعة ترسيخ اعتقاد جديد لدى الناشئة بأن يوم الأرض هو يوم السلام في محاولة لربط هذا السلام المزعوم بتخلي اصحاب الارض عن حقهم ، رغم هذه المحاولات مازال يوم الأرض رمزا للصمود الفلسطيني في وجه الاستيطان والتهويد وفرصة لاستذكار تضحيات الشعب الفلسطيني المتواصلة في سبيل الدفاع عن حقوقه الشرعية ومقدساته وهويته والتصدّي لكلّ السياسات الاستيطانية الصهيونية التوسعية.
وما تتعرض له غزّة اليوم من حرب إبادة هدفها تهجير السكان والسيطرة على أرضهم يؤكد ان يوم الأرض ليس مجرد ذكرى بل هو واقع متواصل معاش ، حيث يخوض أهالي غزّة معركة الارض بكل قوة وعزيمة ، فرغم وحشية وعنف المحتل الصهيوني في قطاع غزة، فإن الشعب الفلسطيني ظل صامداً، متمسكاً بأرضه ومبادئه، رافضاً التهجير. فرغم الدمار والقصف يعود الفلسطينيون مراراً وتكراراً لتفقد منازلهم وإعادة بنائها بعد تدميرها، ويقيمون خيامهم فوق ركامها، في مواجهة مستمرة مع آليات الاحتلال التي تستهدفهم بالقصف والهجمات.
 هذه العزيمة لدى أهل غزّة تؤكد فعلا ان معركة الأرض قد تحوّلت إلى معركة وجود فأهل غزّة قد كسبوا هذه الحرب منذ تأكيدهم في بداية العدوان انهم لن يسقطوا أبدا في فخ التهجير وافراغ غزّة للصهاينة بل شددوا على أنهم يختارون الشهادة على الاستسلام للمحتل.
ناجح بن جدو

تعليقات الفيسبوك