مع الشروق: جريمة حرب أمريكية في سوريا

مع الشروق: جريمة حرب أمريكية في سوريا

تاريخ النشر : 08:00 - 2020/05/26

في جريمة حرب لا تقل فظاعة عن جرائم الحرب الأخرى التي انتهكتها أمريكا في سوريا،أقدمت واشنطن وبأمر مباشر من دونالد ترامب على حرق المحاصيل الزراعية في سوريا.
ما فشلت فيه أمريكا عسكريا طيلة سنوات التدمير والتخريب الممنهج في سوريا، أرادت أن تعوضه بجريمة فظيعة ضد الشعب السوري لا ضد النظام السوري كما تزعم.
فبعد أن خسرت لعبة اسقاط بشار الأسد سواء عبر اغتياله او تنحيته لترك البلاد مرتعا خصبا للارهابيين الذين يأتمن لهم الكيان الصهيوني،أرادت أن تعاقب الشعب السوري هذه المرة.
وفي انتهاك جديد للقانون الدولي، أقدمت طائرات تابعة للجيش الأمريكي على إحراق مئات الدونمات من حقول القمح والشعير عبر رميها "بالونات حرارية" فوق الأراضي الزراعية في خمس قرى بريف بلدتي تل براك والهول جنوب شرقي الحسكة السورية.
وقال تقرير لموقع "إنترناشونال بزنس تايمز" الإخباري الأمريكي، إن مجموع المساحات التي أحرقتها القوات الأمريكية، يوم 17 ماي الجاري فقط، تجاوزت الـ300 هكتار، تتوزع على أرياف حلب والرقة والحسكة.
أكثر من ذلك،أكد التقرير أن هذه الجريمة جاءت بأمرا مباشرا من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يبدو أنه لا يتوانى عن ارتكاب أية جريمة بإسم الغطرسة الامريكية.
هذا الفعل يعتبر قانونًا جريمة حرب، حيث نصت المادة الثامنة من النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية الصادر بروما عام 1998، والذي دخل حيز التنفيذ عام 2002، على أن إلحاق تدمير بالممتلكات والاستيلاء عليها دون أن تكون هناك ضرورة عسكرية تبرر ذلك يعتبر جريمة حرب.
وسبق هذه الجريمة أيضا، استيلاء أمريكا على النفط والغاز السوري بذريعة حمايته من سيطرة المجموعات الإرهابية التي هي معولها في تدمير الدول.
وهي تريد من هذا الأمر الشنيع تركيع الشعب السوري الذي رفض التعامل مع الاحتلال الأجنبي وشكل مقاومة شعبية لدحر الاحتلال الأمريكي.
كما تسعى  إلى التأثير على الاقتصاد السوري وسلته الغذائية واكتفائه الذاتي وارضاخه اقتصاديا للإبتزاز الأمريكي.
الآن ما على سوريا حكومة وشعبا إلا قطع دابر أي جندي أو عميل أو متعاون  أمريكي في كل شبر من سوريا وبكل الطرق والأساليب،لأن الغطرسة الامريكية لا ينفع معها إلا القوة.
بدرالدين السّيّاري
 

تعليقات الفيسبوك