مع الشروق..هدية المشيشي للأحزاب !

مع الشروق..هدية المشيشي للأحزاب !

تاريخ النشر : 08:00 - 2020/08/13

منذ إعلان هشام المشيشي رئيس الحكومة المكلف أن حكومته ستكون دون مشاركة الأحزاب تتالت مواقف وتدوينات "زعماء "بعض الأحزاب الرفضين لهذا التوجه وإن كنا نتفهم مواقف الأحزاب البرلمانية فإننا لا نجد أي تفسير ولا عذر لأحزاب الصفر فاصل التي فشلت في كل الاستحقاقات الانتخابية في 2014 و2019 وفي الانتخابات البلدية ومن بين هذه الأحزاب نذكر الحزب الجمهوري وبعض مكونات الجبهة الشعبية.
ان هشام المشيشي في اختياره حكومة دون أحزاب نجح في التقاط ما يريده أو ما يأمله المواطن التونسي من الحكومة الجديدة بعد عشر سنوات من العنتريات الحزبية وراء شاشات الفضائيات ومصدح الإذاعات دون أن يرى إنجازا واحدا يمكن أن يمنحه الأمل في تغيير حياته نحو الأفضل حتى وإن كان مؤشرا بسيطا يمنحه قليلا من الأمل يمكنه من القطع مع مناخ الاحباط واليأس الذي يعاني منه التونسيون منذ عشر سنوات عندما تحوّلت الأحلام الكبيرة إلى كابوس حقيقي من جهاد النكاح إلى نهب المال العام إلى ارتفاع عدد المنقطعين عن التعليم إلى ارتفاع المديونية والتضخم وانهيار التوازنات المالية للمؤسسات العمومية خاصة إلى انتشار الإرهاب والتجارة الموازية وتردي الخدمات.
لقد حوّلت الحكومات  المتعاقبة أحلام الشبان الغاضبين في الولايات التي عانت طويلا من التهميش من سيدي بوزيد إلى قفصة إلى قبلي وتطاوين ومدنين والكاف وسليانة وجندوبة والقصرين وباجة وغيرها إلى كابوس عندما استفاقوا واكتشفوا أنهم كانوا ضحية مسرحية كبيرة تم استعمالهم فيها كحطب نيران دون أن يلمسوا بعد عشر سنوات أي تغيير مهما كان بسيطا في حياتهم البائسة.
ليس من حق الأحزاب بما فيها التي لها تمثيلية في مجلس نواب الشعب الاعتراض أو الاحتجاج على خيارات رئيس الحكومة المكلف هشام المشيشي وفق الدستور الذي يمنحها حق عدم تزكيتها أما الاحتجاج أو التعلل بأن هناك انقلاب على الدستور فهو إما أنه صادر عن أحزاب لم تقرأ الدستور أو أنه صادرعن أحزاب تريد الانقلاب فعلا على التجربة الديمقراطية.
فكفوا عن هذا العبث واهتموا بترميم البيت الحزبي هذا الوجه الآخر لرسالة المشيشي للأحزاب التونسية التي وصل عددها نظريا 250 حزبا تقريبا لكن حضورها الفعلي في الشارع التونسي لا يتجاوز عشرة أحزاب فقط.
اللّهم احم تونس من أوهام الأحزاب وسوء تقدير قياداتها.
نور الدين بالطيب

تعليقات الفيسبوك