مع الشروق..«عظـــام» للشـواء !!

مع الشروق..«عظـــام» للشـواء !!

تاريخ النشر : 08:00 - 2020/08/03

بعد حملات من التجييش والتسخين وتبادل التهم في يوم عرفة ، لم تتم المصادقة على سحب الثقة من رئيس مجلس الشعب راشد الغنوشي الذي سارع بالقول أن ما تم هو انتصار للديمقراطية...
سحبت الثقة أم تدعمت أم تخلخلت وتزلزلت ، ليس موضوع شعب جزء كبير منه لم يجد سعر أضحيته واكتفى بقطع قليلة من اللحم لشيها ، شعب تنازل عن بعض عاداته وتقاليده وسننه بسبب أحزاب وبعد أن أتت على عظام الشعب، اتجهت إلى لحوم بعضها لشيها والاستمتاع برائحتها.
المساندون للغنوشي والساعون إلى سحب البساط من تحت أرجله وأرجل حزبه وأرجل الداعمين له داخليا وخارجيا ، لم يختلفوا رغم اختلافهم العميق ، بل اتفقوا على حرمان شعبهم من لذة العيد.
اتفقوا مع فيروس كورونا العائد بقوة في هذه الفترة على مزيد تفقير المفقرين وتجويع الجائعين .. اتفقوا رغم خلافاتهم واختلافاتهم على حرب ليس هدفها إسعاد شعوبهم ، بل تلبية لنرجسية قاتلة في ذواتهم بأسلوب قبيح في عراكهم الفج الممل..
إن سحبت الثقة من الغنوشي أو تدعمت ورغم إيماننا بتبعات القرار وطنيا وخارجيا ، هل ستحل مشاكل البلاد بفضل من استأمنهم الشعب في حل المشاكل والمشاغل ؟ ، الإجابة في تقديرنا تحتاج إلى تفكير عميق رصين متزن بعيد عن السطحية والعبثية والغوغائية التي حفظناها عنهم ..
ولأنهم قتلوا فينا التفكير بعمق ورصانة وروية واتزان، سنوكل الأمر لهم للإجابة عن هذا السؤال ، فهم ممثلونا وهم أصواتنا وتفكيرنا ومشاعرنا وقلبنا النابض ، بل هم نحن ونحن هم ..أو على الأقل نحن نظن ذلك ، ولذلك انتخبناهم ورشحناهم ليتحملوا مسؤولية عيشنا وحياتنا وديننا وعاداتنا ورفاهيتنا ، وتقدم دولتنا ونموها وتجاوز صعوباتها وعراقيلها لغد أفضل..
هؤلاء الذين استأمناهم بدوا عاجزين عن تحقيق هذا وغير هذا ، لعجز منهم لا منا ، قد نتحمل نحن الشعب جزء من المسؤولية في كل هذا نتيجة لخياراتنا الممزقة المشتتة والتي لم تبن على واقعية ، لكن الجزء الأكبر من هذا الخلل والعجز يتحمله صنّاع قرارنا الذين منحناهم صكا على بياض ، فلم يعملوا على تصريفه في بنوك التنمية لفائدتنا ، بل سحبوا قيمته لبطونهم المنتفخة بـ « الهواء » ..   
مجلسكم يتآكل، ورأيكم في تشكيل حكومة المشيشي المقبلة يتلاشى بين رائحة شواء لحوم بعضكم .. لم يبق لكم اليوم إلا بعض العظام من هيكل الحكم تتسلون به ، فإن غابت تزكيتكم عن قطعة لحم طازجة طرية ستدور دائرتها عليكم ، وانتم وكما عهدناكم تخشون دائرتها رغم حبكم «للحم الشواء»..   
بلدي ‏‫لا يستحق كل هذا العبث من مجلس يفتي نظريا في التنمية والاقتصاد والتشغيل والعلاقات الدولية ، بل وحتى انتشار فيروس كورونا ..لكنه من كل هذا بات بعيدا يبحث عن  خنجر«وحشي» يقطع به كبد «حمزة» للشواء ..
راشد شعور 
 

تعليقات الفيسبوك