مع الشروق .. كرســـي الرئيــس !

مع الشروق .. كرســـي الرئيــس !

تاريخ النشر : 07:00 - 2024/04/22

رغم مقاطعتهم اغلب المحطات الانتخابية التي أقرّها الرئيس قيس سعيد منذ 25 أكتوبر 2021 ، يستعد عدد كبير من المرشحين للتقدم إلى هذه الاستحقاقات الرئاسية 2024 المفصلية في تاريخ تونس .
هي انتخابات مفصلية لمن صرفوا أنظارهم عن كل المحطات الاستحقاقية السابقة  لكنهم " يصلون حاليا الليل بالنهار في إعداد العدة لرئاسية  هي تكليف وليس تشريف بل ابتلاء ووزن ثقيل ..وحرب بقاء أو فناء "، والكلام هنا للرئيس قيس سعيد.
نوايا الترشح برزت في الأيام القليلة الفارطة ، بعضها من وراء قضبان السجن ، والآخر من وراء البحار.. مع شخصيات وطنية عدد منها جدي ، وآخر قد لا يتجاوز الاستعراض "الفلكلوري" في انتخابات تبدو " الأشرس " والأصعب في تاريخ تونس الحديث ..
لن نعود إلى الرئاسيات السابقة والتي كان بعضها  ينتهي بالفوز بنسبة 98 بالمائة ، وبعضها الآخر يتم بتحالفات "هجينة"  لا تأخذ بعين الاعتبار مصلحة الوطن ، بقدر ما تهتم بمصلحة  الأحزاب والحرص على كرسي رئاسة ملغم ودون صلاحيات تذكر .. المهم كرسي رئاسة لتمرير أجندات لا تخدم تونس في أغلبها ..
نتجاوز هذا الاستطراد رغم أهميته في قراءة الأحداث والمحطات اللاحقة لنتوقف عند هذه المحطة الانتخابية الفاصلة في تاريخ تونس ، بين " معارضة " تحرص على احتلال مكان في المشهد السياسي وتقدّم نفسها كرقم صعب في هذه المعادلة ،  وبين رئيس " قوض ويقوض" القديم ويراهن على جديد بتصورات وفلسفة " مبتكرة" لإدارة الشأن العام وفق بناء قاعدي  ، وللغرض كان حل البرلمان وتنظيم انتخابات جديدة ، تلتها انتخابات لمجالس محلية وأقاليم وجهات لم يألفها التونسي وينظر إليها البعض منهم بعين الريبة ، أو على الأقل بعين غير مستوعبة لصلاحياتها ودورها في مرحلة يكفي وصفها بالانتقالية المتشعّبة.
قبل الانتخابات الرئاسية المبرمجة للخريف المقبل ، لا يمكن الحديث عن مرشحين لهذا الاستحقاق الانتخابي ، بل فقط عن "نوايا الترشح " في انتظار صدور قوانين جديدة منظمة لهذه العملية الانتخابية التي ستقطع حتما مع قوانين سابقة لكرسي يمتلك جل الصلاحيات ..
وبالرغم من أن البعض ممن أعلن بشكل مباشر أو على استحياء شديد نيته الترشح يستجيب للشروط التي سيتم الإعلان عنها لاحقا أو لا يستجيب ، فإن الواضح الآن أن بعضها غير جدي بالمرة وقد " يتفه " ويسطح هذه العملية الانتخابية التي ينتظرها التونسي سواء كان من أنصار الرئيس ومسار 25 جويلية ، أو ممن يعارض هذا المسار ، أو الثالث الواقف وراء الباب على "مسافة وسطى " يستفيد من هذا وذاك ، وينهل من هذه وتلك ..
حملة انتخابية مبكّرة تعيش على وقعها البلاد للحصول على كرسي يمتلك الجالس عليه صلاحيات تمكّنه من الإبحار على سفينة البلاد إلى الوجهة التي يراها صالحة للوطن في لحظة مفصلية من تاريخ البلاد،  وفي ظرفية عالمية ملغمة ببؤر توتر مفتوحة  في أكثر من مكان وبمتغيرات جيوسياسية تستوجب الحكمة والاستشراف والتيقّظ للقادم.
راشد شعور   

تعليقات الفيسبوك