بطاقة: من يحرّك خيوط اللّعبة في زمن كورونا؟

بطاقة: من يحرّك خيوط اللّعبة في زمن كورونا؟

تاريخ النشر : 00:25 - 2020/05/02

بعد يومين، ستدخل بلادنا في مرحلة ما بعد الحجر الصّحّيّ التّامّ الذي تواصل على امتداد شهر ونصف تقريبًا.
هذه الخطوة التي يعتبرها البعض إيجابيّة بحكم أنّها تأتي، منطقيًّا، بعد تحسّن الوضعيّة الصّحّيّة بالبلاد، فإنّ البعض الآخر يرى أنّها سابقة لأوانها في غياب الآليّات والوسائل الضّروريّة التي تصاحب إنجازها وفي تواصل غير عاديّ لخرق الحجر بجميع الوسائل الممكنة.
والمهمّ اليوم أن يتواصل التّوازن لفترة طويلة أخرى، توازن في الأرقام المطمئنة في بيانات وزارة الصّحّة حول عدد الحالات ونسب تفشّي العدوى وبين توفير ممهّدات هذه المخاطرة بخروج شبه كلّيّ للمواطنين وهم الذين يتوقون إلى مزيد حرّيّة التّنقّل خلال شهر رمضان المبارك.
ولئن وجب الإنتظار للحكم على وجاهة هذا القرار ومدى التّوفيق في تطبيقه، فإنّ ما يجدّ خلال الفترة الأخيرة على الصّعيد السّياسيّ يعتبر من الأهمّيّة بمكان في مرحلة قد يستغلّها البعض لمزيد تحسين تموقعهم في الخارطة السّياسيّة وللتّسريع في تمرير قرارات وتعيينات في وقت تكون فيه الأذهان مشغولة بالتّطوّر اليوميّ لوضع الوباء، وتكون العيون بعيدة عن أماكن المناورات التي يتمّ الإعداد لها سرًّا قبل إعلانها بطريقة شبه صامتة...
في هذا الإطار، لا يبدو رئيس الحكومة ماسكًا بجميع خيوط اللّعبة، بل يكاد يظهر في صورة من تجاوزته الأمور رغم حرصه على البقاء في الواجهة، خاصّة بعد الحوار التّلفزيّ الأخير حيث أصرّ على أن يبدو في ثوب القائد الذي لا يفوته أمر ولا يستعصي أمامه أيّ إشكال.
لكنّ الأحداث جاءت لتشكّك في سيطرة إلياس الفخفاخ على الوضع.
صحّيًّا، تمّ إقرار الخروج التّدريجيّ من الحجر الصّحّيّ دون إعداد العدّة، تقنيًّا، لهذه المرحلة. لقد تحدّث الفخفاخ عن توفير مائتي ألف وحدة للتّحليل السّريع، غير أنّ الأمور سارت في الإتّجاه الخاطئ وغابت هذه الوحدات مثلما تأخّر تسويق الكمّامات، وكأنّ الصّفقة الغريبة التي تمّ فضحها بين وزير ونائب بالبرلمان خلّفت ردود فعل وصلت إلى حدّ تعطيل الحلول البديلة الأخرى.
سياسيًّا، لم يكن الفريق الحكوميّ الجديد موفّقًا في خطواته الأولى، خاصّة أنّ أداء بعض الوزراء كان ضعيفًا، بل كان مريبًا في أكثر من حالة.
ذلك أنّ الإنغماس في محاربة فيروس كورونا لم يمنع من التّفطّن إلى بعض التّحرّكات غير البريئة وإلى مواقف فاجأتنا بسلبيّتها، خاصّة لدى وزراء تحمل آمالًا كبيرة لدفع البلاد إلى الأمام على غرار محمّد عبّو الذي أضاع فرصًا عديدة للظّهور في مستوى الآمال المعلّقة عليه بعد أن خيّر عدم التّدخّل بالصّرامة المطلوبة أمام تجاوزات وزراء النّقل والتّجارة والصّناعة، إضافةً إلى صمته المثير للجدل بعد الإعلان عن مقترح لتعيينات جديدة لدى رئاسة الحكومة شملت وجوهًا كان يجدر وجودها في أروقة المحاكم بفعل مخالفتها المستمرّة للقوانين المعمول بها.
فهل سيستفيق رئيس الحكومة من سباته "الإداريّ" في هذه المرحلة الحسّاسة؟ الأمر مرتبط بنواياه الحقيقيّة، وغبيّ كان من يعتقد أنّ كلّ خيوط اللّعبة بيدي الفخفاخ...
 

تعليقات الفيسبوك

في نفس السياق

دعما للقيادة وتأكيدا على السيادة وتحضيرا لمسيرة مساندة لرئيس الجمهورية قيس سعيد في حربه على الفسا
21:36 - 2024/05/14
التقى نبيل عمّار، وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، مع شائع محسن الزنداني، وزير ال
20:48 - 2024/05/14
أعربت فرنسا اليوم الثلاثاء عن "قلقها" بعد توقيف المحامية سنية الدهماني في تونس بسبب تصريحات اعتُب
19:55 - 2024/05/14
ترأس  وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج نبيل عمار، اليوم الثلاثاء ، الوفد التونسي ا
14:33 - 2024/05/14
بعد أربع سنوات قضّاها سي الحبيب بن يحيى في وزارة الخارجية، دائرة العلاقات الدولية والتعاون، سوف ي
08:58 - 2024/05/14
نصل في هذا العدد إلى الحلقة الأخيرة من حديثنا مع صاحب الشركة التونسية التي تضررت بسبب تغلغل تورني
08:58 - 2024/05/14
تواصل مختلف الصحف العربية والدولية تسليط الضوء على مجريات العدوان الصهيوني على قطاع غزة .
08:23 - 2024/05/14
حلم الدولة الفلسطينية بات قاب قوسين من التحقق رغم الهجمة الصهيونية الشرسة  على كلّ فلسطين المحتلة
08:23 - 2024/05/14