بطاقة: بين استسهال الوباء والخوف المفرط.. "كف وكعبة حلوة"

بطاقة: بين استسهال الوباء والخوف المفرط.. "كف وكعبة حلوة"

تاريخ النشر : 00:27 - 2020/04/25

حلّ شهر رمضان ببركاته وخصوصيّاته وهو الذي يطلّ علينا هذا العام في ظرف خاصّ جدًّا وفي أجواء نعيشها لأوّل مرّة بمزيج من التّخوّف والمرارة وشيء من التّفاؤل إزاء تطوّر الوضع الصّحّيّ واستقرار وضعف نسق انتشار عدوى فيروس كورونا.
ورغم التّعليمات والتّحذيرات والتّهديد والوعيد بتطبيق القانون على كلّ مخالفي قواعد الحجر الصّحّي، فقد أضحى من الصّعب التّمسّك بالشّدّة والصّرامة بعد مرور شهر أو أكثر من خضوع المواطنين إلى واقع صعب على جميع المستويات، خاصّة منها المادّيّة والنّفسيّة.
وليست هذه أوّل خصوصيّة لهذا الوضع الخاصّ، وكان على الجميع التّأقلم معها في إطار يسمح بنسبة من التّجاوزات ويذكّرنا دومًا بخطورة استسهال هذا الوباء العنيد القاتل.
في مستشفياتنا، يعاني الجيش الأبيض الأمرّين ويعرّض نفسه للأخطار في حين يتأخّر وصول معدّات الوقاية الضّروريّة، حتّى البدائيّة منها.
في أسواقنا، يكاد يكون الإكتظاظ يوميًّا على مرأى ومسمع من الجميع، لكنّ التّعامل "الدّيبلوماسيّ" يظلّ شعار كلّ الأطراف حتّى لا يجوع الذّئب ولا يشتكي الرّاعي.
في طرقاتنا، انتصبت فرق المراقبة لتخفّف من درجة اللّامبالاة لدى المواطنين المغامرين بسيّاراتهم دون ترخيص قانونيّ، لكنّ سياسة "كفّ وكعبة حلوة" تظلّ القاعدة المثلى في هذا الظّرف الصّعب الذي لا يسمح بالتّشدّد ولا يبيح استسهال الخطر الصّحّيّ القائم.
في وزارة الصّحّة، ووفقًا للأرقام والنّسب الواردة يوميًّا في البيانات، تختلف وجهات النّظر والتّوقّعات بشأن ما يمكن أن تؤول إليه الأمور في قادم الأيّام والأسابيع. ومن هذا المنطلق، تتراوح التّصريحات بين التّخوّف والإرتياح في ظلّ تواصل استقرار الوضع بشكل حمل المختصّين إلى إعادة حساباتهم والتّثبّت حتّى من الإحتمالات الغريبة بأنّ تونس عرفت ذروة انتشار الوباء منذ شهر جانفي الماضي.
ومع تقدّم شهر رمضان، ينتظر أن يتمّ تسريح بعض القطاعات ومنح المزيد من التّراخيص بما سيزيد الأمور لخبطة رغم إجباريّة وضع الكمّامات وضبط مقاييس جديدة ومتجدّدة في وسائل النّقل، لكنّنا على يقين من أنّ "المعجزة" التّونسيّة ستواصل عنادها وفرض نفسها لتخرج بلادنا من هذه الأزمة بأخفّ الأضرار.
في انتظار ذلك، يبقى المشهد السّياسيّ وفيًّا لتقاليده الإستغلاليّة، وقد تابعنا ما يحدث بغرابة ببعض الوزارات والمؤسّسات العموميّة من حركيّة من خلال الإعلان "بكلّ صمت" عن العديد من التّسميات الجديدة التي ستمرّ دون إثارة الشّكوك والتّشكّيات في وقت تنغمس فيه العقول والنّفوس في الوباء من جهة، ورمضان من جهة ثانية.
 

تعليقات الفيسبوك

في نفس السياق

أعرب وزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري عبد المنعم بلعاتي عن إعجابه بمستوى العارضين وطري
13:31 - 2024/05/15
أكد وزير الشؤون الدينية ابراهيم الشائبي ، اليوم الأربعاء بقبلي، حرص الوزارة بكافة مصالحها وبالتعا
13:25 - 2024/05/15
12:40 - 2024/05/15
استثنت وزارة المالية العديد من أنواع الحلويات الشعبية من دفع إتاوة الدعم المطبقة من اجل تعزيز موا
11:18 - 2024/05/15
يكون طقس اليوم الاربعاء 15 ماي 2024 مغيما جزئيا خلال هذا اليوم مع ظهور خلايا رعدية محلية بعد الظه
08:49 - 2024/05/15
تشارك تونس في الخامس عشر من شهر ماي المجموعة الدوليّة احتفالها باليوم العالمي للأسرة الذي اختارت
08:02 - 2024/05/15
ترأس وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، نبيل عمّار، الوفد التونسي المشارك في الاجتم
07:00 - 2024/05/15