حل نهاية الاسبوع المنقضي وفد من الخبراء الامريكيين بولاية قبلي لاعداد الدراسات الاولية حول امكانية تمويل الولايات المتحدة لبعض المشاريع الخاصة باعادة تهيئة المنظومات المائية بعدد من واحات ولايات الجنوب ( قبلي - قابس - توزر - قفصة)، وفق ما اكده رئيس قسم المياه والتجهيز الريفي بالمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية منجي القدري.

وشدد القدرى على ما يمثله قطاع المياه من اهمية في القطاع الفلاحي والسعي المتواصل للحد من ضياع المياه في شبكات الري الرئيسية والثانوية والمنشات المرتبطة بها من محطات للضخ وخزانات ومبردات.
واضاف المصدر ذاته ان هذه الزيارة الميدانية "تندرج في اطار ما ابداه الطرف الامريكي من استعداد لتمويل بعض المشاريع التي تهم تهيئة المنظومات المائية والتي قامت وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري بالتعاون مع وزارة التنمية والتعاون الدولي باعدادها والبحث لها عن اطراف ممولة".
واوضح ان "من بين هذه المشاريع المقترحة، ما تقدمت به المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية لتهيئة المنظومات المائية المتعلقة ب46 واحة بالجهة باعتمادات جملية ناهزت 85 مليون دينار"، وبين ان الوفد الامريكي "تعرف من خلال العرض الشامل الذي تم تقديمه من قبل فنيي المندوبية حول النشاط الفلاحي وقطاع المياه بالجهة اضافة للمعاينة الميدانية لبعض الواحات التي سيشملها التدخل على غرار واحة المثابرة بمنطقة بازمة من معتمدية قبلي الجنوبية وبعض الواحات التي تمت تهيئة منظوماتها المائية حديثا على غرار واحة جمنة بذات المعتمدية، على المحافظة على المياه والحد من اهدارها بسبب تقادم الشبكات".
من ناحية اخرى اكد القدري ان وزارة الاشراف "تعمل منذ ثمانينات القرن الماضي على الحد من ضياع المياه وترشيد استهلاكها في القطاع الفلاحي الذي يمثل العمود الفقري للاقتصاد بالجهة ومن بين ابرز المشاريع التي تم انجازها المخطط المديري لمياه الجنوب PDES، ومشروع الاستثمار في قطاع المياه PISEAU، علاوة على مشروع الاقتصاد في مياه الري APIOS".
واضاف انه "رغم انجاز هذه المشاريع، فان الجهة تظل دائما في حاجة الى مزيد التدخلات خاصة في ظل تقادم شبكات الري الاسمنتية بعدد كبير من الواحات وعدم قدرة المجامع المائية على صيانتها نظرا لما تتطلبه من اعتمادات، الى جانب الاتساع المتواصل لمساحات الواحات (سواء العمومية او التوسعات الخاصة) التي ناهزت 38 الف هكتار، تستغل جميعها الموارد المائية المتاتية من موائد مائية صعبة التجدد تنحصر في مائدة القاري الوسيط التي يتراوح عمقها بين 400 و2800 متر وهي مائدة للمياه الجوفية الحارة، ومائدة المركب النهائي او ما يعرف بالمائدة المتوسطة، التي يتراوح عمقها بين 100 و300 متر والتي يبلغ معدل درجة حرارة مياهها 25 درجة، الامر تسبب في تراجع دفق مياه هاتين المائدتين وارتفاع درجة ملوحتها بسبب الاستغلال المفرط"