تعمد السفير الإيراني بتونس محمد رؤوف شيباني جمع وزيرين إثنين في حكومة نجلاء بودن مع راشد الغنوشي لترويج صورة مفتعلة من أجل التشويش على نهج الرئيس قيس سعيد تجاه قضية مفصلية هي رفع الحصار عن الشعب السوري الشقيق 
السفير الإيراني الذي يبدو من جماعة الصقور الذين يخوضون حرب بقاء في بلادهم فبرك الصورة التي تم تداولها بكثافة على شبكات التواصل الاجتماعي مساء الجمعة والتي تظهره بجانب وزيري التربية محمد علي البوغديري و الشؤون الدينية إبراهيم الشايبي وزعيم النهضة راشد الغنوشي أثناء مراسم قطع كعكة الإحتفال بالذكرى 44 لقيام الثورة الإيرانية الذي جرى في مقر إقامة السفير المحاذي لفندق الشيراتون 
بل إنه أثناء هذا الحفل الذي واكبت "الشروق" جانب منه طلب السفير الإيراني في أكثر من مرة من راشد الغنوشي أن يتقدم باتجاه المنصة أثناء تبادل الكلمات الرسمية مع الجانب التونسي كما أثنى على الغنوشي بوصفه واحدا من رموز "العلماء المسلمين" بما يؤكد أنه خطط مسبقا لصورة تقاسم الكعكة مراهنا بالأساس على نقص خبرة وزيري التربية و الشؤون الدينية وطيبتهما المبالغ فيها حيث أن الأعراف الدبلوماسية كانت تقتضي منهما طلب خلوه مع السفير وإلزامه باحترام السيادة التونسية التي كانت تقتضي تحاشي إستدعاء أشخاص مشمولين بالأبحاث لدى القضاء التونسي وقبل ذلك كان السفير الإيراني قد خرق الأعراف الدبلوماسية من خلال توجيه الدعوة إلى وزيري التربية والشؤون الدينية دون المرور على القناة الرسمية وهي وزارة الخارجية. 
لكن هذه الحيثيات لا تمثل سوى الجزء الظاهر من جبل الجليد حيث أن ما أقدم عليه السفير الايراني يتجاوز بكثير التعاطف  الإيديولوجي ليعكس رغبة مبيته في التشويش على نهج الرئيس  قيس سعيد  و لا سيما مجمل القرارات التي إتخذها  الأسبوع الفارط تضامنا مع الشعب السوري الشقيق
 هذا الموقف  بالذات آثار زلزالا داخل المطبخ الإيراني لأن طهران تدرك جيدا مدى تأثير تونس في محيطها فالخطوة التي أقدم عليها الرئيس قيس سعيد ستؤثر حتما في الموقف العربي تجاه سوريا .
لأن تونس تتميز على أشقائها بالوضوح  وعدم إنتهاج سياسة تحت الطاولة  و أخرى فوق الطاولة 
 وفي المقابل تحرص طهران على ان تظل سوريا صندوقا مغلقا و بالتالي فإن عودة سوريا إلي البيت العربي ترادف زلزالا في المعادلة الجيوستراتيجية لطهران التي تراهن على تصدير الأزمات إلي الخارج لتهميش الإحتقان الداخلي وللتاريخ كانت طهران إضطرت في بداية تسعينات القرن الماضي إلي إدخال تغيير جذري على واجهة الحكم بقيام ما يسمي  "المصلحون "حتى توفر شروط إعادة التطبيع الديبلوماسي مع العرب وذلك لوضع حد  عزلة دامت عقدا من الزمن تسبب فيها الزعيم الراحل  ( الحبيب بورڨيبة ) حين قرر في بداية ثمانينات القرن الماضي غلق السفارة الإيرانية ليكسر بذلك عقدة خوف العرب من طهران وهو ما  جعل العديد من البلدان العربية تقطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران.
وبالمحصلة فإن السفير الإيراني أراد من خلال صورة الكعكة أن يشوش على صورة فريق الحماية المدنية التونسي على الأراضي السورية و هو يساهم في مسح ملامح البؤس من وجوه الأشقاء السوريين الذين أضر بهم الحصار العربي أكثر من بشاعة الناتو .
و الواضح أن صورة فريق الحماية المدنية التونسي قد فسخت صورة الإرهابيين الذين أرسلتهم الترويكا لتدمير سوريا و هو ما يختزل عمق التغيير الذي صنعه الرئيس قيس سعيد مستكملا بذلك المصالحة مع روح النظام الجمهوري التمازج بين القرار السياسي و نبض الشارع خاصة في ما يتعلق بالمجال الحيوي لتونس القضايا العربية .
واللافت أن من العوامل التي ساعدت السفير الإيراني على فبركة صورة الكعكة هو ضيق المساحة المغطاة لبيته الذي لا يتجاوز عشرة بالمائة من إجمال قطعة الأرض تماما مثل "عرين الذئب " الذي كان ٱخر مأوى لقيادة الجيش الألماني قبيل إجتياح الجيش الأحمر الروسي للعاصمة برلين في ختام الحرب العالمية الثانية و يبدو أن التاريخ يعيد نفسه .