مع الشروق.. عشرية الفساد ...الديمقراطي !

مع الشروق.. عشرية الفساد ...الديمقراطي !

تاريخ النشر : 07:00 - 2021/10/28

لا يكاد يمر أسبوع واحد دون أن يتم كشف ملفات فساد من الوزن الثقيل في مختلف القطاعات والجهات والوزارات ويتوقع أن يكون عدد الملفات غير مسبوق إذا تم الأستمرار في كشف المستور خلال العشر سنوات الأخيرة وقد طالت تهم الفساد إلى حد الآن ثلاثة وزراء من وزراء حكومة الشاهد وهو ما يكشف أن " الحرب على الفساد "التي جعلها الشاهد شعارا لحكومته كانت تفتقد إلى الجدية المطلوبة .
وبغض النظر للمسار القضائي للملفات المفتوحة ضد بعض الوزراء فإن ما تم الكشف عنه في ولاية سيدي بوزيد مهد "الثورة "يكشف أن الفساد أصبح منظومة متكاملة وهي ليست مقتصرة على سيدي بوزيد فقط بل شمل كل الولايات والوزارات وهو ما يستدعي فتح ملف الانتدابات خلال عشر سنوات والصفقات العمومية خاصة في باب البنية الأساسية والتدقيق في القروض والمنح والجمعيات وبدون فتح هذه الملفات دون تشف ولا تصفية حسابات ودون أستثناء النافذين في بعض الأحزاب لن يستعيد المواطن التونسي الأمل ولا الثقة في الدولة .
مقاومة الفساد يجب أن لا تكون مجرد شعار ملٌه التونسيون ولا مجرد تعلٌة لتشويه الخصوم بل يجب أن تتحول إلى خيار أستراتيجي لتخليص البلاد من هذا الوباء الذي دمر الاقتصاد وسرق أحلام البسطاء في التشغيل والكرامة والعدالة .
فطيلة عشر سنوات كان المستفيدون من "الثورة "من أحزاب وجمعيات وأشخاص يسبحون باسم الثورة ومحاكمة الأزلام والديمقراطية وأحسن دستور في العالم ….في الوقت الذي كان فيه أنصارهم والمحتمون بهم وبعض النقابات ينهبون المال العام ويوزعون الغنائم والمناصب على الأقارب والأصدقاء وأبناء الجهة والقبيلة مما جعل هذه العشرية عشرية الفساد الديمقراطي بامتياز .
فتونس تحتاج أرادة حقيقية للقطع مع الفساد الذي تحوٌل إلى ثقافة رعتها القوى الفاعلة خلال عشرية الفساد بشكل أو بآخر من منظمات وأحزاب وأشخاص فقد أنتهى زمن الشعارات والشارع التونسي يحتاج أن يرى أجراءات عملية ضد كل من ثبت تورطه في الفساد بغض النظر عن صفته أو حزبه وقتها فقط سيستعيد المواطن ثقته في الدولة ويؤمن أن هناك حربا حقيقية على الفساد .
نورالدين بالطيب 

تعليقات الفيسبوك