… خسرت تونس الكثير من السنوات والوقت بسبب عدم وضع أسس برنامج جديد للاقتصاد التضامني طيلة سنوات كانت الحكومات تتحدث عن هذا الاقتصاد دون رؤية واضحة ودون برنامج دقيق …
من التوصيات التي صدرت أخيرا عن الهيئات المالية في تونس ضرورة وضع دستور اقتصادي جديد يرتكز على ميثاق التضامن الاقتصادي والاجتماعي بين الأعمال والمجال السياسي بما يسمح ويتيح تجنب وتفادي المخاطر الاجتماعية والاقتصادية التي تتهددنا اليوم وقد تعصف بالكثير من الأسس…
البلدان التي سبقتنا الى ترميز منظومات متطورة للاقتصاد التضامني استطاعت أن تحقق نسب نمو كبيرة وتتجاوز بشكل كبير مشكلة البطالة وحققت تضامنا اجتماعيا كبيرا واستطاعت أن تقدم خدمات جليلة بفضل هذا الاقتصاد الى كل الفئات الهشة تحقق لها الاندماج اجتماعيا واقتصاديا …
نحن في تونس لايزال الاقتصاد التضامني موضوعا على هامش تفكيرنا واهتماماتنا رغم ان مجلس النواب المجمد صادق على القانون الذي لم يتم تطبيقه مثله مثل الكثير من القوانين…
يوصف الاقتصاد التضامني في العالم بأنه الطريق الثالث باعتباره يختلف عن اقتصاد السوق وأيضا عن الاقتصاد الاشتراكي …
تونس اليوم عليها أن تولي كل اهتمامها الى بعث برنامج كبير لبعث مؤسسات حقيقية وجادة تنخرط في الاقتصاد التضامني ففي بعض البلدان الاوربية المتقدمة يساهم الاقتصاد التضامني بنسبة 10 بالمائة من الناتج الداخلي الخام وهي نسبة لايحققها اي قطاع في تونس اليوم حيث كل القطاعات تقريبا تعاني من صعوبات كبيرة …
بامكاننا اليوم في تونس بعث مئات التعاونيات الجديدة مما سيتيح تشغيل الاف العاطلين من خريجي الجامعات كما ستتيح هذه التعاونيات في اطار الاقتصاد التضامني  تقديم خدماتها لكل الفئات وتخليص الدولة من أعباء كثيرة عاجزة الان عن تحملها …
لماذا في تونس نرفض التفكير بجدية في مثل هذه الحلول والبرامج لماذا نصر على الاتجاه نحو برامج معقدة وصعبة ومتشابكة ثم نعجز عن تطبيقها وإعتمادها …
الاقتصاد التضامني لايحتاج الى قانون فقط بل يحتاج الى من يؤمن به والى من هو مطلع على التجارب في كل أنحاء العالم حيث مكن الاقتصاد التضامني بلدان الاتحاد الأوربي من تشغيل أكثر من 5 ملايين عاطل عن العمل وفي تونس الخبراء يؤكدون أن هذا الاقتصاد اذا تم وضع أسس واضحة له فإنه سيضمن خلق أكثر من 109 فرصة عمل في وقت قصير مما يعني أنه قادر على تغيير كل المعادلة الاجتماعية بشكل جذري ، بل أن مؤسسات الاقتصاد التضامني في ألمانيا بلغ رأسمالها أكثر من 100 مليار اورو…
نحتاج فعلا اليوم وأكثر من أي وقت مضى الى مثل هذه التجارب كي ننهض باقتصادنا ولن يكون الحل الا الاتجاه بقوة نحو الاقتصاد التضامني...
سفيان الأسود