مع الشروق ... أطباء تونس... الثروة المهدورة!

مع الشروق ... أطباء تونس... الثروة المهدورة!

تاريخ النشر : 07:00 - 2021/03/04

نفذ الأطباء الشبان أضرابا لمدة ثلاثة أيام احتجاجا على ظروف العمل كما التحق بهم الأساتذة الاستشفائيون الذين يعانون من نفس الظروف وهذا من المفارقات العجيبة إذ يلتقي لأول مرة الأطباء الشبان وأساتذتهم في اضراب متزامن! 
اضراب الشبان والأطباء الأساتذة الذين يدرسونهم يكشف بوضوح انهيار المنظومة الصحية العمومية بكل مكوناتها وهو ما يفسر النزيف الذي تعيشه المستشفيات العمومية بسبب هجرة الأطباء والاطار الطبي بشكل عام بعد أن أنفقت المجموعة الوطنية المليارات لتكوين الأطباء والتقنيين الذين تتلقفهم الدول الخليجية والاوروبية إذ أن الاطار الطبي التونسي من أهم الاطارات المطلوبة في الخارج. 
فتزامن اضراب الأطباء بجيلين يكشف حجم الانهيار الذي تعيشه البلاد ذلك أن الأطباء وخاصة في المحن الكبرى كالتي تعيشها تونس يمثلون روح البلاد وضميرها لكن عندما لا تتوفر لهم الشروط الدنيا في العمل لا يبقى أمامهم إلا الهجرة غير آسفين على بلاد جاحدة تقتل أبناءها! 
لم تكن تونس جنة قبل 14جانفي 2011 وقد عانى التونسيون في مختلف القطاعات من الظلم والحيف والاقصاء لكن كانت هناك دولة تستمع لذوي المطالب والتظلم من أطباء وقضاة وجامعيين من نخب المجتمع وكانت الدولة تمنح حوافز لهؤلاء وغيرهم من أجل البقاء لكن ما يحدث في تونس منذ "الانفجار الثوري" بعبارة الرئيس قيس سعيد أنه لا أحد يستمع اليوم لهؤلاء والنتيجة أن لا أحد منهم يرغب في البقاء في تونس التي دفعت المليارات من أجل تكوين الأطباء الذين أصبح حلمهم الوحيد الفرار من البلاد في الوقت الذي تمارس فيه الحكومة سياسة النعامة.! 
فتونس هي البلاد الوحيد في العالم في الدول التي ليست فيها حروب أهلية التي تعيش هذا النزيف في هجرة نخبها وهو ما يفسر حالة العطالة غير المعلنة وانسداد الأفق منذ عشر سنوات من الثورة المظفرة التي حطمت البلاد وسرقت أحلام التونسيين البسيطة. 
اللهم فك أسر تونس الحزينة! 
نورالدين بالطيب 

تعليقات الفيسبوك