مع الشروق : اليمن العظيم في زمن الأذلاّء والمطبّعين

مع الشروق : اليمن العظيم في زمن الأذلاّء والمطبّعين

تاريخ النشر : 07:00 - 2025/07/20

في كلمة لم تعد تقبل أي تزييف أو تحريف قال ابو عبيدة الناطق الرسمي باسم كتائب عزالدين القسام و رمز المقاومة الإعلامية منذ السابع من أكتوبر، إنّ دماء أهل غزة هي في رقاب كل عربي ومسلم، سلطة كانت أم نخبا علمية و ثقافية أو حملة السلاح الذين لم يهبّوا لنصرة إخوانهم وهم يذبحون أمام صمت الجميع. 
الكلمة قد لا تكون في ظاهرها جديدة فالأنظمة مطبّعة و عملية و أغلبها مشارك في الجريمة الإنسانية ضدّ الفلسطينيين، و النخب جميعها و دون أي استثناء هي متخاذلة أو مطبعة أو تروج لمنطق الاستعمار و الذل و الهوان. و اي قراءة خارج هذا المنطق شديد الوضوح هي قراءة ملتوية تسعى للالتفاف على الحقيقة المرّة الناصعة امام أعيننا. 
الخذلان لم يعد صفة عربيّة كافية لتوصيف الفعل السياسي، و لا التآمر صفة تجزي هذا الخذلان العربي لأبناء فلسطين. و الحقيقة أنّ الأنظمة ليست هي وحدها المتورطة في هذه التوصيفات، بل الشعوب العربية، ذاتها " إلا من رحم ربّك"  كما قال ابو عبيدة تتحمل هذه المسؤولية الكبرى في التخاذل وترك المحتل الصهيوني يعيث فسادا في أرض فلسطين من شرقها إلى غربها و من شمالها إلى جنوبها. لم يكن نتنياهو أو غيره ليتجرّأ على فعل هذا عندما كانت قامات و هامات عربية تمسك بزمام الأمور في العراق و مصر و سوريا و ليبيا و غيرها من الدول العربية. كانت المواجهة مفتوحة منذ عام 1948 فيها هزائم و جرائم و لكن السلاح العربي لم يخرس مثلما هو الحال اليوم. السلاح العربي كان موجها لصدور الصهاينة و ليست لصدور الإخوة و الأشقاء من الأقليات العرقية أو الدينية. و بعض ما تفعله مجاميع الجولاني من سياسة جزّ الشوارب ضد الدروز يكشف عن حجم هذا الانهيار الأعظم الذي منيت به الأمة. فهل يمكن أن تنصر غزة بهؤلاء المجرمين الذين لا يقلون  إجراما عن الصهاينة .  لقد لخّص  الملثّم كلمته بعبارات تخنقها عبرات "رقاب مثقلة بالاثم، ضمائر مفرغة من الصدق، ألسنة معقودة عن النطق بالحق.دمنا شهادتنا وسلاحنا شفيعنا.   بهذا وحده انتصرت غزة على كلّ مستعمريها عندما كانت تقاتل لأكثر من خمسة آلاف سنة وحدها و كأن التاريخ البعيد يعيد نفسه.  
كمال بالهادي  

تعليقات الفيسبوك