مع الشروق.. السياحة الداخلية لإنعاش القطاع السياحي...

مع الشروق.. السياحة الداخلية لإنعاش القطاع السياحي...

تاريخ النشر : 08:00 - 2020/07/10

بالتوازي مع فتح الحدود وإطلاق برنامج لإنعاش السياحة واستقطاب السياح الأجانب، كان على الحكومة أن تُطلق برنامجا مماثلا يهم السياحة الداخلية من أجل تنشيط الحركة في المناطق السياحية وتمكين المواطن التونسي من قضاء عُطله في النزل على قدم المساواة مع السائح الأجنبي.
كل المؤشرات تقول إن الموسم السياحي الحالي لن ينجح بالتعويل فقط على السياح الأجانب وذلك في ظل القيود التي مازالت تفرضها أغلب الدول على السفر إلى الخارج وفي ظل ما أصبح يسود من شعور عام في أغلب أنحاء العالم بالتخوف من السفر إلا للضرورة، مهما كنت الوجهة المقصودة. وهو ما يعني أن القطاع السياحي سيكون أكبر المُتضررين من الوضع ما لم يقع استنباط الحلول الملائمة لانعاشه وانقاذه وعدم الاكتفاء فقط بتقديم مساعدات مالية من الدولة للمستثمرين في المجال.
ويُجمع المختصّون على أن وضعية النزل وغيرها من القطاعات المرتبطة بالسياحة ستكون أفضل بكثير لو يقع فسح المجال أمام التونسيين وعائلاتهم لقضاء عطلهم أو بعض الأيام منها في النزل والإقامات السياحية بأسعار تفاضلية. فأن يكون النزل مفتوحا ويستقبل الحرفاء المحليين ويشتغل ويحقق أرباحا ولو محدودة أفضل بكثير من أن يكون مغلقا تماما ومن أن تتوقف فيه مواطن الشغل وتتوقف الحركية تماما في المناطق السياحية.
لقد ظلت السياحة الداخلية منذ عشرات السنين مطلبا ملحا لعدد هام من التونسيين خاصة الذين لا تسمح امكانياتهم المالية بتحمل المصاريف المرتفعة للإقامة العائلية في النزل وللتمتع بمختلف العروض السياحية من رحلات استطلاعية وأنشطة ترفيهية مختلفة. غير أن مختلف الحكومات المتعاقبة والأطراف المعنية بالشأن السياحي، أبرزها وزارة السياحة وديوان السياحة ووكالات الأسفار والمؤسسات الفندقية، لم تهتد إلى حلول تمكن من تنشيط هذا الصنف من السياحة على مدار العام رغم قدرته على توفير عائدات هامة وعلى تنشيط الحركية الاقتصادية في المناطق السياحية وعلى توفير عائدات مالية هامة للمستثمرين في القطاع. كما ظلت الأسعار المعمول بها بالنسبة للسياحة الداخلية طيلة الأعوام الماضية شبيهة بالأسعار المقدمة للسياح الأجانب أو تفوقها في أغلب الأحيان، فضلا عن المماطلة ورفض بعض النزل قبول التونسيين، رغم أن عديد الغرف فيها تكون شاغرة، إلى جانب المعاملة غير اللائقة وغير المتساوية مع السياح الأجانب داخل بعض النزل والعروض الوهمية التي يكون المجال فيها مفتوحا أمام التحيل أو التلاعب بالأسعار والخدمات المقدمة.
اليوم يمكن أن تمثل أزمة كورونا أرضية ملائمة للانطلاق في إعداد مشروع كامل يهم السياحة الداخلية، على ألا يكون ظرفيا بمناسبة هذه الأزمة بل قارا وعلى مدار العام. وتوجد حلول عديدة يقترحها المختصون لتنشيط السياحة الداخلية على غرار تشجيع بعض النزل في كل المناطق السياحية على التخصص في هذا النوع من السياحة وإقرار بعض الإعفاءات الجبائية على الأسعار والخدمات في النزل التي تستقطب التونسيين وذلك من أجل الضغط أكثر ما يمكن على الأسعار وحث النزل ووكالات الأسفار على اعتماد الخلاص بالأقساط أو تشريك البنوك لحثها على تخصيص صنف معين من القروض الموسمية الخاصة بالسياحة الداخلية يقع خلاصها على مدى عام..
فاضل الطياشي
 

تعليقات الفيسبوك