أطلقت القناة الثانية للتلفزة التونسية منذ يوم الأثنين 6 أفريل برنامجا بالتعاون مع وزارة الثقافة سمته شوف لي فن وهي برنامج ليلي تقدم خلاله أعمال مسرحية وسينمائية وموسيقية وحوارات وتسجيلات لسهرات فنية وثقافية قديمةمن أرشيف التلفزة.

هذا الأختيار يعيدنا إلى مطلب قديم المثقفين التونسيين وهو تحويل هذه القناة التي تتكلف على الدولة بالملايين كل عام دون نجاعة تذكر إلى قناة ثقافية تحتفي بالثقافة والأبداع والمبدعين مثل ما هو موجود في عدد من الدول من العالم؛ ففي تونس اليوم تنتج كل عام أكثر من خمسين مسرحية في قطاع الأحتراف و بنفس العدد تقريبا في قطاع الهواة والمسرح الجامعي فضلا عن المسرح المدرسي وكل هذه الأعمال تنتهي بأنتهاء عروضها في الوقت الذي من المفروض أن توثقها مؤسسة التلفزة الوطنية وأعتقد أنه حان الوقت لتتولى القناة الثانية هذه المهمة كما يتم تصوير الأفلام التونسية دون متابعة ولا توثيق لظروف ومراحل الأعداد ويضاف إلى ذلك حوالي مائتي عنوان يصدر كل عام وعشرات النوادي الثقافية واللقاءات الأدبية والفكرية التي يمكن أن تصورها التلفزة فضلا عن الكتاب والباحثين الذين إن غابوا لن نجد وثيقة واحدة مرئية عن مسيرتهم الأدبية أو الأكاديمية. فأعتقد أن القناة الثانية يجب أن لا نكتفي بتقديم مختارات من أرشيف التلفزة - وهذا أمر محمود - بل أن تتولى أنتاج برامج جديدة تهتم بمجالات الحياة الثقافية والأكاديمية فيما يتعلق بالأدب والحضارة خاصة حتى تكون قناة ثقافية وهناك كفاءات قادرة على أنتاج مثل هذه البرامج من الشباب وغير الشباب فالبرنامج الذي بادرت وزارة الثقافة إلى أقتراحه مهم لكن لابد من تطويره ولابد من مواصلته بعد رفع الحجر وعودة الحياة إلى طبيعتها بأعلان القناة قناة ثقافية فإلى متى ستبقى القناة تعيد بث أعمال قديمة مثل شوفلي حل والسبيرات والمسلسلات التي شبعت بثا. إن ما تحتاجه تونس اليوم هو قناة ثقافية والبنية الأساسية ومتوفرة وهكذا تصبح للقناة الثانية هوية طالما أنها متكلفة على المجموعة الوطنية بملايين كل عام دون أي نجاعة تذكر.

أما أستمرار برنامج شوف لي فن.. بنفس الطريقة فلن يجدي نفعا لانه في شكله الحالي مجرد إعادة بث لأعمال قديمة كانت تقوم بها القناة سابقا.