مع الشروق.. ليبيــا و«نبــوءة القذافــــي»

مع الشروق.. ليبيــا و«نبــوءة القذافــــي»

تاريخ النشر : 08:00 - 2020/08/05

بعد تسع سنوات من الفوضى والخراب التي أتت بها "ديمقراطية الناتو "، يجد الليبيون اليوم أنفسهم أمام نبوءة العقيد الراحل معمر القذافي التي دعاهم فيها للدفاع عن بلدهم من الأطماع الخارجية.
الزعيم الراحل العارف بخبايا الصراعات والمؤامرات وبما تجلس عليه بلاده من ثروات هائلة،حذّر شعبه منذ البداية  بكلمات لا ولن تنسى من ذاكرة الليبيين "ستندمون يوم لا ينفع الندم ".
واليوم أصبحت نبوءته  واقعا حقيقيا وليبيا تتكدس داخلها قوى إقليمية ودولية عينها وهمها الوحيد حصة من الثروة الهائلة التي يأتي على رأسها النفط والغاز.
لا يجد الليبيون اليوم ومنذ 2011 متسعا من الوقت لتقييم ماحدث وهم يغادرون حربا ليدخلوا في أخرى نتيجتها واحدة دائما،مزيد من الفوضى والخراب والتقسيم.
ويبدو البحث عن السلام اليوم في ليبيا أمرا بعيد المنال تماما كما توقع القذافي داعيا وقتها أن يصدقه شعبه ويأخذ بكلامه الذي قال فيه حينها أنهم "لا يريدون الخير لكم".
وبعد حوالي عقد من رحيل القذافي خسر الليبيون دولتين، دولة القذافي ودولة كانوا يطمحون لبنائها سواء في حضوره أو لا والشيء الوحيد الواقعي الموجود اليوم هو الفوضى ومزيد من الدماء المهدورة وثروة تتربص بها جحافل من القوى.
أكثر المتفائلين في ليبيا اليوم لا يمكنه حتى توقع عودة ليبيا موحدة ذات سيادة،بينما تقف مجموعة من الدول إلى جانب المشير خليفة حفتر ومجموعة أخرى إلى جانب فائز السراج وميليشياته.
هدف الجميع ليس ليبيا ولا شعبها ولا الديمقراطية المزعومة التي دمرت من أجلها البلاد سنة 2011 ولا تزال، ببساطة عين الجميع على ماتحت الارض وليس على ما فوقها مهما كان شأنه.
وفي سرت بوابة الهلال النفطي أين يمكن أن تحدث أم المعارك ويمكن أن تسير ليبيا نحو مصير مظلم مجهول ليس بيد الليبيين سوى إلقاء نظرة بسيطة على ما آلت إليه الأمور التي كانت أيديهم هي الفاعل الرئيسي فيها.
بدر الدين السياري

تعليقات الفيسبوك