مع الشروق ..الذكرى العاشرة للثورة ونفاد صبر التونسيين!

مع الشروق ..الذكرى العاشرة للثورة ونفاد صبر التونسيين!

تاريخ النشر : 08:15 - 2021/01/15

   احتفل التونسيون أمس بالذكرى العاشرة للثورة مُثقّلين بحالة كبرى من الاحباط وخيبة الأمل ممّا تحقق طيلة العشرية الماضية من "انجازات" اقتصادية واجتماعية. فالمناخ الديمقراطي الذي أصبح سائدا لم يكن كافيا وحده لإطفاء نيران الاحتقان والغضب الشعبي المشتعلة منذ سنوات نتيجة تردي الأوضاع المعيشية وانتشار الفقر والبؤس والفوضى والفساد وانهيار الاقتصاد وتراجع هيبة الدولة وصورتها في الخارج.
ورغم أن إجراءات الحظر الصحي الشامل لم تسمح أمس للتونسيين بالتظاهر للتعبير عن هذه الحالة إلا أنه كان من السهل ملاحظة مشاعر الألم وفقدان الأمل والخوف من القادم مرسومة على وجوه التونسيين. وبدل أن تكون ذكرى الثورة مناسبة للاحتفال بالتطور نحو الأفضل وبالإنجازات الاقتصادية وبالرقي الاجتماعي وبالاستقرار السياسي تحوّلت إلى مناسبة مؤلمة ذهب فيها البعض حدّ المطالبة بالعودة إلى مربع ما قبل 2011.
وطيلة العشرية المنقضية، أبدى التونسيون شيئا من التفهم لما حصل من هزات وتقلبات مختلفة مُعتبرين أن ذلك من طبيعة المرحلة الانتقالية التي تتبع الثورات، فقدموا التضحيات واجتهدوا في العمل وأدوا واجباتهم في الانتخابات ومنحوا ثقتهم للسياسيين لإدارة شؤون البلاد وحاول البعض الآخر المطالبة بالطرق الشرعية بحقوقهم في الشغل وفي العيش الكريم. وكل ذلك على أمل تحسن الاوضاع وتحقيق أهداف الثورة.
ومع تقدم الوقت اكتشف أغلب التونسيين أن ما أبدوه من تفهّم وصبر وما بذلوه من تضحيات وما قاموا به من واجبات لم يجد في المقابل أية جهود تُذكر من الفاعلين السياسيين ومن حُكام المرحلة الذين انشغلوا بالصراعات من أجل غنيمة السلطة ولم يهتموا بمصلحة المواطن والبلاد. وهو ما أدى اليوم إلى ارتفاع درجة الاحتقان الاجتماعي بمناسبة الذكرى العاشرة للثورة وزاد من حدة الغضب الشعبي تجاه الطبقة السياسية ومختلف الفاعلين في الشأن العام.
اليوم يجب أن تكون هذه الذكرى العاشرة مناسبة لتقف الطبقة السياسية على هول ما ارتكبته طيلة هذه الفترة من فظاعات في حق الوطن والشعب وأن تكون فرصتها الأخيرة للاتجاه نحو تحمل مسؤوليتها التاريخية في التغيير والتطوير. فالتونسيون لن يقبلوا بمواصلة الصبر والتضحية سنوات أخرى، ولن يقبلوا بأن يواصل السياسيون تجاهل انتظاراتهم الحقيقية وحاجياتهم من الإصلاح والعيش الكريم وحقهم في الرقي  والتقدم كسائر شعوب العالم. 
فاضل الطياشي

تعليقات الفيسبوك