مع الشروق.. ليبيا... ورحلة الخروج من الانسداد السياسي

مع الشروق.. ليبيا... ورحلة الخروج من الانسداد السياسي

تاريخ النشر : 08:00 - 2020/11/24

تتواصل التحرّكات السياسية صلب الأزمة الليبية في كل الاتجاهات، في عملية قيصرية لإنقاذ جنين الاتفاقات السياسية الحاصلة والخروج به الى برّ الأمان نحو اتفاق نهائي يعيد الى ليبيا الحياة.
فشل الحوار السياسي الليبي في تونس في الاتّفاق  على رئيس مجلس رئاسي جديد( رغم التقدم الكبير مقارنة بالسنوات الماضية)، وجّه ضربة قوية لآمال التوصّل الى خارطة طريق سياسية واضحة ومتّفق عليها تخرج البلاد من أزمتها السياسية والاقتصادية والأمنية المتواصلة منذ 2011.
هذا الحوار الذي يتواصل هذه الايام بصفة افتراضية، لايزال يراوح مكانه في يومه الأول حسب بعض التسريبات، وسط شكوك حول قدرته على تجاوز الخلافات والتوصل إلى حلول بشأن إدارة المرحلة الانتقالية.
معركة الاتفاق على حكومة سياسية جديدة هي أم المعارك الآن فمن خلالها ستدخل ليبيا مرحلة جديدة مبنية على الاستقرار السياسي عبر اجراء انتخابات رئاسية وتشريعية حددها المتحاورون في تونس يوم 24 ديسمبر 2021.
كما تبرز أهميتها في كونها ستزيح الشخصيات التي تتصدر المشهد السياسي الحالي عبر انتخاب قيادات جديدة لليبيا، وستقطع مع التدخلات الخارجية التي عبثت بليبيا طيلة السنوات الماضية.
فشل المتحاورون في حسم هذه النقطة قد يعجّل بفرض حلّ خارجي قد لا يرضي جميع الأطراف الليبية، كأن تقوم الحكومة الحالية برئاسة فائز السراج، الذي يتم التحقيق معه في قضايا فساد، بالإشراف على العملية الانتخابية وهو أمر يرفضه الكثيرون.
لكن هذا الـ"بلوكاج" السياسي لا يجب أن يحجب الاتفاقات الأمنية المهمة للجنة «5+5» التي وضعت حدا للحرب الطاحنة عند أبواب مدينة سرت وتواصل عقد اتفاقات سيسهّل ويوفّر أرضية مناسبة للحل السياسي.
وآخر أعمال هذه اللجنة التي تضم وفودا من الطرفين المتصارعين، هو الاتفاق بصفة نهائية على عمليات تبادل الاسرى في خطوة ستقلّص الهوة بين الفرقاء وتفتح الباب أمام مصالحات واسعة بين الأطراف الليبية خاصّة القبلية منها.
مسار آخر للحل في ليبيا هو توحيد المؤسسة التشريعية حيث سيعقد مجلس النواب الليبي بشقيه في طرابلس وطبرق اليوم جلسة مشاورات موحدة برعاية مغربية لتجاوز الخلافات القائمة.
هذه المؤسسة التشريعية التي كرّست مبدأ الدولتين وكانت سببا مباشرا في إضفاء التفرقة وفتح الباب أمام التدخلات الخارجية، سيكون توحيدها خطوة كبيرة في  مسار تثبيت خارطة طريق للأزمة.
هناك الآن العديد من الأطراف التي تريد ابقاء الوضع على حاله ،ويبدو أنها غير مستفيدة من الدخول في مرحلة جديدة وقد دعت في هذا الاطار رئيسة البعثة الأممية إلى ليبيا بالإنابة، ستيفاني وليامز، المسؤولين في ليبيا والشعب، إلى عدم السماح لهم بذلك.
وابرز هذه الأطراف هي تركيا التي استدعت أمس وزارة خارجيتها سفراء الاتحاد الأوروبي وإيطاليا وألمانيا احتجاجا على محاولة تفتيش سفينة تركية شرق المتوسط، بحثا عن أسلحة متوجهة إلى ليبيا.
بدرالدّين السّيّاري

تعليقات الفيسبوك