مع الشروق.. الاموال المنهوبة... والاموال الضائعة...

مع الشروق.. الاموال المنهوبة... والاموال الضائعة...

تاريخ النشر : 08:00 - 2020/11/28

منذ عشر سنوات وقصة الاموال المنهوبة في تونس لم ينته الحديث بشأنها حتى ان الشعب التونسي نسي هذا الموضوع الذي شغل الناس لسنوات وجعلت منه الكثير من الاطراف والاحزاب حينها اصلا تجاريا لها...
منذ سنوات وعدوا الشعب بأنهم سيسترجعون اموالهم المنهوبة والتي قالوا حينها انها تتوزع على كل بنوك الدنيا وان تلك الاموال بعد استرجاعها سيعم الرخاء بفضلها في كل ربوع البلاد لكن للأسف الى حد اليوم لازلنا نسمع عن تلك المبالغ الخيالية ولا نرى لها اثرا وفي كل مرة تكشف لنا حقائق لا يهتم بها احد ...
من الضروري ان تسترجع الدولة اموالها المنهوبة لكن من الضروري ايضا ان تعمل على استرجاع اموالها الضائعة منذ اكثر من عشر سنوات ....
في تونس تقدر اليوم الاموال الضائعة بسبب التهرب الجبائي وغياب العدالة الجبائية بأكثر من ثلاثة آلاف مليار الدولة عاحزة عن جمعها ، وفي تونس اليوم الاف المليارات من القروض غير مستخلصة من بنوك عمومية في حين تسلط على المواطن المسكين اعلى نسب الفوائد البنكية ....
خسرت تونس من جراء الاعتصامات والاضطرابات والاحتجاجات الاجتماعية على مدى عشر سنوات آلاف المليارات بسبب تعطل الانتاج، كل الشركات العمومية التي كانت قبل عشر سنوات تحقق أرباحا في ميزانياتها تعاني اليوم الافلاس بعد ان تم اغراقها بالانتدابات العشوائية وتشغيل المتمتعين بالعفو التشريعي العام...
الدولة تخسر يوميا اضعاف اضعاف الاموال المهربة بسبب الاقتصاد الموازي وهيمنة المحتكرين على الاسواق وتخسر الاف المليارات بسبب التهريب وبسبب الفساد الاداري وفساد قطاعات حساسة ...
جميل ان تعمل الدولة على استرجاع اموالها المنهوبة لكن عليها ان تلتفت الى الداخل فهناك ايضا
الاف المليارات التي يمكن استرجاعها واصلاح اوضاع الناس بفضل قرارات فورية وبسيطة ...
التونسيون اليوم يريدون حلولا- لواقعهم الصعب ولمستقبلهم الغامض، الشعب لن يقبل الان بالشعارات وبالاوهام التي يسوقها البعض، لقد كشفت الكثير من الحقائق وثبت للجميع ان الذين حكموا تونس في العشر سنوات الاخيرة كانوا فاشلين وبدون برامج وبدون تصورات...
الدولة تحتاج اليوم الى اموالها الضائعة في الداخل...
سفيان الاسود
 

تعليقات الفيسبوك