مع الشروق.. أيـــــن الحكومــــة؟

مع الشروق.. أيـــــن الحكومــــة؟

تاريخ النشر : 08:00 - 2020/11/26

من بين ما يتذكره الشارع التونسي من سجل انهيار الدولة وضعف مؤسساتها ما قاله رئيس حكومة الترويكا في 2012 حمادي الجبالي حال توليه رئاسة الحكومة في زيارة فجئية لمنطقة الزهروني "أين الحكومة"؟ 
وبعد ثماني سنوات مازال الشارع التونسي يتساءل بمرارة كبيرة أين الحكومة؟ فمنذ أكثر من أسبوع ينام الفنانون في مدينة الثقافة احتجاجا على تردي وضعهم دون أن تبادر الوزارة للحوار معهم كما ينام منذ حوالي عام عشرات الحاصلين على الدكتورا في مقر وزارة التعليم العالي احتجاجا على عدم انتدابهم في الوقت الذي تنتشر فيه حمى الاحتجاجات في مختلف الجهات وقد ارتفع منسوب الاحتجاج بعد اتفاق الكامور وبعد الضوء الأخضر الذي منحه راشد الغنوشي رئيس مجلس نواب الشعب للمحتجين في الجهات بالحصول على نصيبهم من الثروة في جهاتهم! 
 ان ما تعيشه تونس منذ أيام وبعد عشر سنوات مما سمي ثورة وتم التبشير به باعتباره يفتح أبواب الأمل للشبان والفقراء والمحرومين من أجل بناء نموذج تنموي جديد يدعو فعلا لليأس وللأسف فكل شيء انهار وكل المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية لا تدعو إلا لليأس بعد عقد كامل من "ثورة" اعتبرت نموذجا جديدا في تاريخ الثورات في العالم.
ففي الوقت الذي تتسع فيه رقعة الإحتجاجات في الجهات التونسية من الجنوب الى الوسط إلى الشمال يختفي رئيس الحكومة ووزرائه وكأنهم غير معنيين بما يحدث في البلاد من انهيار معلن وغير مسبوق ومرة أخرى نعيد نفس السؤال الذي طرحه رئيس حكومة الترويكا حمادي الجبالي أين الحكومة؟ 
فنحن نعيش زمن الهواة وإذا كانت انتفاضة 2011 أسقطت الحكومة فإن ما يحدث في تونس اليوم قد يسقط الدولة. 
نورالدين بالطيب 
 

تعليقات الفيسبوك