مع الشروق.. الهاروني... و«الكلام الدوني»!

مع الشروق.. الهاروني... و«الكلام الدوني»!

تاريخ النشر : 08:00 - 2021/01/25

نجح الهاروني في تصدير أزمة حركة النهضة وخلافاتها الداخلية ، وحول وجهة الرأي العام إلى موضوع " النزول إلى الشارع ومعاضدة مجهود الأمن " ، دافعا بالذاكرة الشعبية التونسية إلى ما يسمى بلجان حماية الثورة التي فعلت ما فعلت أيام الثورة وما يليها بعد انحراف بعضها عن أهدافه الحقيقية في الدفاع عن ممتلكات الناس وأرواحهم ..
الهاروني قال حرفيا " النهضة بخير ، النهضة قوية ، موحدة وديمقراطية ، والمكتب التنفيذي سيتفرغ لخدمة التونسيين ولحل المشاكل بما في ذلك الوضع الاجتماعي هذا، ..أبناء النهضة سيكونون في الميدان لحماية أمن التونسيين وممتلكاتهم الخاصة والعامة وحقوقهم ..".
كلام عبد الكريم الهاروني الذي تعمدنا نشره كما هو دون اقتباس او "تجزئة"، قوبل باستياء وانتقاد شديدين من عدد كبير من الأحزاب والشخصيات الوطنية وممثلي المجتمع المدني . فتحرّكت الأقلام والبيانات والتصريحات بسرعة لمهاجمته ومن ورائه حركة النهضة لما تضمنه تصريحه من دعوة مقصودة او غير مقصودة  الى النزول إلى الميدان ..
وفي المقابل ، دافع المنتسبون والمؤلفة قلوبهم عن حركة النهضة بشدة عن رئيس مجلس الشورى عبد الكريم الهاروني ، الذي قال إنها "حملة ممنهجة لإلصاق تصريح كاذب باجتزاء ثوان معدودة من الحوار " ..
من حق الطبقة السياسية بل من واجبها أن تدافع بقوة عن موقفها من مثل هذه الدعوات سواء قصد الهاروني أو لم يقصد نزول أبناء الحركة الى الميدان نظرا الى خطورة هذا التصريح الذي لا يقرأ على وجوه عديدة ومختلفة ، وتأويله الدقيق لا يمكن أن يكون لفائدة الحركة مهما دافعت عن موقفها.
هذه " الهبة السياسية والمدنية " ضد هذا التصريح وجهت في تقديرنا رسالة مضمونة الوصول صيغت بلغة دقيقة لا تقبل التأويل إلى عموم الطبقة السياسية تقول إنه لا يمكن بالتالي لأي حزب من الأحزاب التدخل في الشأن الأمني و"لتونس أمن يحميها" والتعبير للزميل الصحفي هاشم بوعزيز.
الهاروني ، رغم "تعبيره الدوني" ، وضع بهذا التصريح المثير للجدل كل التونسيين أمام عدة حقائق ستتحول إلى ثوابت في ديمقراطيتنا الناشئة ، من أبرز هذه الثوابت التي لا غنى عنها هو أنه لا يمكن ولا يحق لأي حزب من الأحزاب أن ينوي أو يفكر أو يتلفظ لاحقا بما يفيد تدخل الأحزاب في الشأن الأمني أو القضائي أو غيره من هذه المرافق التي هي من صلاحيات الدولة لا غير .
سقطة الهاروني أو زلة لسانه ، أثارت جدلا عنيفا محمودا تصب كل تحاليله في رافد واحد : الأمن شأن كل التونسيين ، ولهذا الجهاز وغيره من الأجهزة التي تعنى بأمن واستقرار البلاد ، مؤسسات تحميها وأعين ترقب كل من حاول افتكاك صلاحيات الدولة .
راشد شعور
 

تعليقات الفيسبوك