مُنجّمة المرناقيّة ونهاية الأزمة الكورونيّة

مُنجّمة المرناقيّة ونهاية الأزمة الكورونيّة

تاريخ النشر : 22:28 - 2020/03/30

في ظرف يصعب فيه التّجرّؤ على نقد نوّابنا الكرام الذين يدافعون بكلّ ما أوتوا من قوّة ليكونوا أصحاب الكلام المباح بصفة حصريّة دون غيرهم من الناس الذين سيجدون أنفسهم مجبرين على أن يختاروا بين التعبير وجمع أمتعتهم للذّهاب إلى السّجن أو السّكوت مقابل حرّيّتهم، فإنّنا لن نعود للخوض في فكرة كورشيد، صاحب النظريّة الجليلة والسّحريّة والوطنيّة والاستباقية في عصر الكورونا، ولن نزيد رجال برلماننا تعبا ومشقّة للبحث عن الصائدين في الماء العكر وإهدائهم إقامة مجانيّة بمنتجع المرناقيّة.
 بعيدًا عن مجلس نوّاب شعبٍ رأى العجب العجاب من خلال تصرّفات من انتخبهم، سنتوقّف عند نقطة تحمل، ولو رمزيًّا وافتراضيًّا، بعض الموجات الإيجابية. منذ ثلاثة أيّام، أطلّت علينا سيّدة لبنانيّة تدعى ليلى عبد اللّطيف عبر برنامج يقدّمه الزّميل الهادي زعيّم، تزعم أنّ فيروس كورونا سيردّ أنفاسه الأخيرة في موفّى شهر ماي القادم ليغادرنا بعد أن "عمل" في عذابنا صنعة وبعد أن جرّ في طريقه العديد والعديد من الضحايا في مختلف جهات العالم.
هل يمكن أن نأخذ تنجيم هذه المرأة على محمل الجدّ ونمنحها البعض من المصداقيّة؟
صحيح أنّ المنجّمين كذبوا ولو صدقوا، لكنّ ما يلفت الانتباه في هذه المرّة، أنّ نفس هذه السّيّدة توقّعت منذ حوالي أربعة أشهر تفشّي وباء يأتي من الصّين ويحصد عشرات آلاف الأرواح.
والطّريف أنّها تكهّنت أيضا بمصير أحد "وحوش" التنشيط التلفزي وتوقّعت دخوله السّجن وهو ما تمّ فعلا لأنّ صاحبنا، من خلال أعماله "الصالحة"، لم يكذب تنجيمها وهرول نحو زنزانته حيث قضّى بعض الأشهر.
فهل سيصدق تكهّنها بخصوص فيروس الكورونا؟ نأمل ذلك طبعا ولو أنّنا لا نؤمن بغير ما كتبه الله لنا...
 

تعليقات الفيسبوك

في نفس السياق

الإهداء: إلى الشهداء أكرم ما في الدنيا وأنبل بني البشر،وإلى الشرفاء الأحرار وزينة الحياة،وبناة ال
07:00 - 2024/03/24
لا شك أن المقاومة في #فلسطين بتاريخها الضخم على مدى قرن، وبتعدد تجاربها وأنماطها ومشاربها ومرجعيا
08:34 - 2024/03/18
  الحلقة الأولى: طوفان الأقصى يعرّي إدارة التوحّش الجديدة
08:34 - 2024/03/18
الإعلام كما هو معلوم له عدة أهداف، منها أهداف أخبارية، تثقيفية، ترفيهية وتوجيهية، وجميع هذه الأهد
08:34 - 2024/03/18
تنتهي الابادة الجماعية المادية بالشهادة، فبم يا ترى تنتهي الإبادة الروحية!
22:13 - 2024/03/14
للمتوسط أهميته العظمى من جميع النواحي، الإقتصادية، والإستراتيجية، ومن خلال ذلك أصبح الإهتمام السي
08:59 - 2024/03/11