بيان الكاتب الحر سليم دولة

بيان الكاتب الحر سليم دولة

تاريخ النشر : 19:58 - 2020/03/27

أخشى أن يأكل الناس ...الناس !
انه في ارض هذا الوطن كُتب" كتاب المِحن"
(بي شهوة للغناء مع نجمة فلق الصُبْح التونسي )
                                                                                ....
أخشى  أن يجتمع  على الوطن" الوباء" و"الجوع" و"الخوف"  ..فعلى الدولة التونسية ان تسارع  الي حمل مخزون القموح الي الطواحين  وتوزيعها طحينا على المُحتاجين والمُحتاجات  وفق حجات  الاستهلاك الشهري  للعائلات حسب  عدد الافراد في كامل البلاد..  وكذلك الشأن بالنسبة للزيوت...وما أمكن من الحليب و السكر وسائر الحاجات الأساسية كما مواد التطهير والتنظيف ...لانه أمام وجع الجُوع واجتياح حاجات  الأبدان والنفوس  الجزوعة ، الهلوعة سوف يأكل الناسُ الناسَ ويستطيبون لحوم البشر ،ثمة من سوف يأكلون...
" للحاجة " وثمة من سوف يأكلون" للاستطابة" وفق عبارة مؤرخ الجوع والوباء، الفيلسوف والطبيب  الحكيم العراقي عبد اللطيف البغدادي ( القرون الوسطى) في كتابه " الإفادة والاعتبار في الأمور المُشاهدة والحوادث المعاينة"  .فلنعتبر...او هكذا يبدو لي. ولن يسلم من فعل
" الأكل"  لا الفقراء ولا الذين قد اكتنزوا
" الذهب والفضة"  وخصوا أنفسهم  باكتناز " المؤونة" دون سواهم  و" منعوا الماعون " ...و من صادف ان اطّلع على فصل " المهول في اخبار الانسان الأكل والإنسان المأكول " من كتابي " الجراحات والمدارات " _ الصادر بتونس ولبنان وسوريا _  يدرك هول ما حدث... وما أقول إذ ما أيسر وأسهل  ان " ينخلع الانسان من أفقه الانسي"   ليرتدّ دون مرتبة الحيوان غير الناطق ...أمام سلطة وسلطان الحاجة الجارفة...التي تقترن بألشوكة...والألم...وهل من مبرر أصلا للدولة اذا لم  " تُططب " شعبها حين مرض و" تُطعمه" حين جوع " وتأمّنه" حين خوف  وتنهضه حين " جائحة بوبراك". التي تعرفها ذاكرة البلاد الموجوعة ...او على اقل تقدير تَجِدٌّ وتجتهِد في الاقتصاد في تبذير حياة مواطنيها ...
وهل يُسمى شعبا حرا اذا لم يتكاتف بإرادة وجِدٍ واجتهاد  زمن الإحَنِ والمِحن ..أنه .من الأرض هذا  الوطن صدر" كتاب المحن"...
وما أبلغ حكمة  الحكيم ( الفارابي ) التي  بقيت تهز خاطري منذ خبر فاتحة الوبائية أسوقها   بصياغتي الشخصية .ايه حكمة أعني  ؟
تقول حكمة السيد الحكيم ( صلابة الوِحْدَة بطيئةُ  الإنفعال شديدةُ الفِعل ..خلافا للتشتت والفُرقَة فهي شديدة الإنْفعال بطيئة الفعل ).فلنكن سادة انفعالاتنا، ( الخوف والجشع والطمع..وقلة المُرُوَّة.)،  وجَسورين على فعل الخير، مطلق الخير،  بالممكن  الذي كل منا يملك   ( التعاون ، التكاتف ،التآزر، إغاثة المُحْتاج ... والتواصي بالفعل الجميل ) .
فإذا لم تكن وحدة الشعب التونسي الآن، الآن ، الآن اختيارا حضاريا أخلاقيا وجماليا لوجه الوطن ..فلتكن اضطرارا ...وهل يمكن أن يسمى شعبا حرا جديرا حقا بالحياة الحرة ذلك الذي يَتذرّى ويذهب شتاتا حين أول عاصفة وبائية  . المأمول من الشعب التونسي "وعيا حضاريا مضاعفا"..  بضرورة الاقتصاد في تبذير المشترك الحياتي ..بتقاسم اللذات والآلام ..ذلك أن لليوم التونسي ضروراته وإكراهاته ...المختلفة جذريا  عن "مكر بعض خلق  أمسه . والغد يوم آخر اكيد ؛ نظرة للحياة،  علاقات قرابة،  قيم العدل والحب والوطن والحرية ، كلها في موضع المحنة الإمتحان .
ان الشعوب القوية حضاريا _ لا محالة يرجها الهوى والخوف _  زمن الأزمات..والملاحم والفتن والطواعين والحروب ...غير أنه بإمكانها تحويل هذه" القواصم " التي تمس الظهر الجماعي  للجماعة...فتوشك ان تكسره ،،، إلى " عواصم " متينة من شأنها إن  تمتّن ماديا واعتباريا  أس الأساس الذي يقوم عليه معمار الوطن فتَحصنه : عدلا وعاطفة، تجعل الحياة ذاتها اثرا جماليا وليست مناسبة وبائية،،،
ومحنة عقاب ..وإنما هي مِنحة وجودية  كونية يمكن أن تعاش بارهف جمالية ممكنة ...
الأكيد عندي ان الشباب التونسي حرائرا واحرارا يحسنون قراءة إشارات البوصلة العاطفية الجامعة للجماعة في تونس  رغم بعض الصَمم الذي أصاب لسنوات طوال مسامع الوطن...
ويبقى الوباء كما الحرب معلم عنيف للحقيقة...في  تاريخ الإنسانية يجبره على حسن التسّمع والاصغاء ...من أجل حسن التدبير ...والتقدير...وهو ما أنا على يقين تونسي منه .يقين إرادة الحياة...بكرامة الواثقين في إرادة الحياة.
يحيا الشعب التونسي العظيم حين يريد أن يكون عظيما .
تحيا الحياة .
                                                                       ....
يحيا الكل التونسي المٌتكاتف  شعبا ،حكومة ، ورئاسة .)
عاشت الجمهورية التونسية بصحة جيدة إلى الأبد.
                                                                 ......

صادف اني كنت  استمع للأداء الجديد لنشيد الوطني العتيد ، ترهّل قلبي...من الطّنين...

ارجعوا نشيدنا الوطني  القديم  . الوطنية البلاستيكية المُعلبة  تصيبني  بضيق التنفس   .هذا رأيي. علني هرمتُ ولا أدري

آه ،،، بي شهوة للغناء مع نجمة فلق الصّبح التونسي .

تعليقات الفيسبوك

في نفس السياق

ضيفة «لارتيستو» هذا الأسبوع هي العازفة الأولى في تونس على آلة القانون الفنانة الدكتورة خديجة العف
07:00 - 2024/04/20
أيام فقط تفصلنا عن انطلاق الدورة الرابعة للمهرجان الدولي للمسرح في الصحراء فبعد نجاح الدورة الأول
07:00 - 2024/04/20
بالتعاون المثمر مع المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بنابل ، تبادر جمعية « حسٌ « الثقافية والفنية
07:00 - 2024/04/20
للدورة الثانية على التوالي يتم الاستغناء عن اقامة خيمة الشارع الرئيسي الحبيب بورقيبة لمعرض تونس ا
07:00 - 2024/04/20
الحياة مدرسة والأيام أسئلة والناس إجابات ...وحكايات !
07:00 - 2024/04/20
في أجواء منعشة  ووسط حضور اعلامي  ومجتمعي لافت  احتضنت قاعة المركب الثقافي الشيخ إدريس ببنزرت   س
07:00 - 2024/04/20
- قل: كان عمله مَرْضِيّاً، وكانت طريقتُه مَرْضِيَّةً؛ ولا تقل: كان عمله مُرْضِيَاً، وكانت طريقتُه
07:00 - 2024/04/20