سافر المنتخب الوطني أمس إلى قطر لإقامة تربّص تحضيري للمونديال. وكانت هذه الرّحلة الخليجيّة مَسبوقة بحصّة تدريبيّة في المنزه الشّاهد على تلك «الطّريحة» الكرويّة التي ألحقها فريق عبد المجيد الشتالي بالأشقاء المصريين في شتاء 1977 وذلك على درب العبور إلى الكأس العالميّة التي سيشارك فيها الـ»نّسور» للمرّة الخامسة مُحمّلين بتاريخهم التّليد وبعزيمة الرّجال الذين لا يهابون الصّعاب والقادرين على كسب الرّهان في بلد الرّوس شرط الإستعداد لهذه المعركة «الضّارية» بشكل مدروس. وهذا ما نتمنّى أن يَتوفّر في البرمجة التي وضعها الإطار الفني بقيادة نبيل وبالتّنسيق مع المكتب الجامعي برئاسة وديع الجريء. ومن المعلوم أنّ المشرفين على حظوظ الفريق الوطني اختاروا أنّ تنطلق التّحضيرات لهذه التّظاهرة الكونيّة بتربّص في الإمارة القطريّة وذلك بمشاركة الأقدام المحليّة فحسب على أن تدور بقيّة المعسكرات بحضور كلّ الـ»كوارجيّة» الناشطين في تونس وخارجها.
من فئة 5 نجوم
تبدو كلّ الظّروف مُناسبة لتقوم عناصرنا الدوليّة بتربّص ناجح خاصّة أنّ البعثة التونسيّة إلى الإمارة القطريّة ستتمتّع بإقامة «ملكيّة» وستجد تحت تصرّفها منشآت رياضيّة بمواصفات «عالميّة». ذلك أنّ أبناء معلول سينزلون حسب المعلومات القادمة من الجامعة في أحد أفخم وأضخم الفنادق وهو «الشّعلة» الذي يتميّز بتصميم رائع والذي يُوفّر لزوّاره أعلى درجات الرفاهيّة حتّى أنّه يُمكن تغيير أضواء غرف النّوم بـ»الآيباد». والأجمل من ذلك أنّ الفندق يبعد دقائق معدودة عن أكاديميّة «أسباير» ذائعة الصّيت والتي من المنتظر أن يستغلّ فريق معلول فضاءاتها لإجراء تحضيراتهم. والرّجاء كلّ الرّجاء أن تكون البعثة التونسيّة إلى الدّوحة على قدر المسؤولية وأن تستفيد من هذا «العِزّ» و»الدّلال» للقيام بتربّص نافع على كلّ المستويات وعدم الإقتصار على «السّياحة». وهو المصطلح الذي ينبغي أيضا أن نشطبه أيضا من قاموس الـ»نّسور» عند الوصول إلى روسيا لمواجهة إنقلترا وبلجيكا وبنما وفي البال العبور إلى الدّور الثاني من المونديال. وإن لم يتحقّق هذا الإنجاز فإنّنا سنقول لمنتخب معلول ومكتب الجريء: «كأنّك يا بوزيد ما غَزِيت» بحكم أنّه لا معنى للترشّح ولا وزن لمليارات الـ»فيفا» طالما أنّنا لم نتخطّى الحاجز النّفسي ونبلغ المرحة الثانية من كأس العالم كما فعلت عدّة منتخبات إفريقيّة وعربيّة مثل الكامرون والسّينغال والجزائر والمغرب والسّعودية...
ماذا عن الوديات؟
دخل المشرفون على المنتخب كما معروف في مفاوضات مع الكويت قصد برمجة لقاء ودي بين الفريقين على أرض الأشقاء القطريين. ويأمل الإطار الفني بقيادة نبيل معلول أن يكون الردّ على هذا الطّلب إيجابيا حتّى يستفيد الـ»نّسور» من هذا الحوار الودي ويقف المدرّب على امكانات واستعدادات لاعبيه المحليين الذين تضرّروا كثيرا من التقطّعات والتوقّفات التي شهدتها البطولة التونسيّة. وفي الأثناء، قد يتأكّد خبر مواجهة المنتخب الوطني لفريق «الدّحيل» الذي ينشط في صفوفه محترفنا الدّولي يوسف المساكني. وفي سياق مُتّصل بالوديات، نشير إلى أنّ «بيارن مونيخ» سيتربّص بدوره في الإمارة القطريّة. ومن المرجّح أن يُواجه وديا فريق الأهلي القطري. ولا شكّ في أنّ الإطار الفني للـ»نّسور» كان بوسعه أن يستغلّ تواجد «البافاريين» ليخوض ضدّهم لقاء وديا مُفيدا للتونسيين والألمان. وقد تكون هذه المباراة أحسن «آفار» خاصّة إذا تعذّر على الكويتيين القدوم إلى الدّوحة. وتُفيد الأخبار القادمة من محيط منتخبنا الوطني أنّ شقّا من المسؤولين تحمّسوا لملاقاة «العملاق» الألماني. هذا في الوقت الذي لم يكشف فيه الإطار الفني عن موقفه بخصوص هذا الأمر. وقد أكدت أطراف أخرى أنّ برمجة مثل هذه المواجهات الوديّة مُتّفق عليها منذ فترة معلومة وتخضع لمواعيد مضبوطة لذلك فإنّه سيكون من الصّعب إقناع «البيارن» باللّعب ضدّ تونس دون تفاهم مُسبق. هذا وقد يقول البعض - على سبيل المزاح طبعا - إنّ معلول لا يريد الإصطدام بـ»البايرن» تفاديا لهزيمة «ثقيلة» من شأنها أن تهزّ ثقة المحليين في مؤهلاتهم ولو أنّ الفريق «البافاري» سيكون منقوصا من عدة لاعبين مُؤثرين أثناء تواجده في الخليج الشيء الذي سَيحول دون ظهوره بكامل قوّته.
خليفة خارج الخدمة
تحصّل نجم الإفريقي صابر خليفة على ترخيص إستثنائي من نبيل معلول للتّفاوض مع مسؤولي بعض الأندية الخليجيّة التي ترغب في الظّفر بخدماته. وإذا تأكد انتقال صابر من الإفريقي إلى جمعيّة عربيّة أخرى فإنّ خليفة سيصبح ضمن الـ»كوارجيّة» «المُحترفين» وهو ما يضعه بصفة آلية خارج تربّص الإمارة القطريّة. أمّا إذا تعطّلت الصّفقة وتقرّر أن يواصل المشوار في «باب الجديد» فإنّ اللاعب بوسعه أن يلتحق بمعسكر الـ»نّسور» في الدّوحة.
تحت الرّقابة
خضع لاعب الوسط محمّد أمين بن عمر أمس إلى جملة من الكشوفات الطبيّة قصد التثبّت من حالته الصحيّة خاصّة أنّه يشكو من مخلّفات إصابة كان قد تعرّض لها مع النّجم السّاحلي. ومن المُرجّح أن يضع الإطار الطبي للفريق الوطني نجم الوسط تحت الرّقابة «المشدّدة» أثناء رحلة قطر.